حميد وضاح
هكذا تسلم رئيس المكتب المسير فريق الاتحاد القاسمي سنة 2016، تسلم فريقا صعد للتو للقسم الوطني الثاني ويضج باللاعبين المتميزين الذين حققوا حلم الصعود بكل قتالية وتضحية، كما تسلمه محاطا بحب الجماهير القاسمية وبعناية واهتمام المسؤولين المحللين والاقليميين، كما تسلمه بميزانية لم تكن تتجاوز 400 مليون سنتيم في أغلب الأحوال.
باختصار تسلم فريقا كانت تحذوه اماني كبيرة لإعادة أمجاد الماضي والعودة به إلى القسم الوطني الأول، وهو القسم الذي يليق به ويحترم هذا التاريخ.
وكيف هو الآن حال فريقنا القاسمي، الذي كان يسمى حفار القبور صار يسمى الفريق المقبور؟ هل نجح الرئيس، الذي نعرف الطريقة التي انقض بها على رئاسة الفريق مقابل السكوت على تجاوزات الرئيس السابق، هل نجح في تحقيق الأهداف التي صرح بها حينذاك، وهي الصعود الى القسم الاحترافي الأول وتطعيم الفريق بلاعبين كبار والاهتمام بالتكوين وباقي الفئات كمشاتل للفريق و البحث عن مدعمين ومستشهرين وصون كرامة اللاعبين والمدربين… إلى غير ذلك من أحلام اليقظة التي لم تكن إلا رمادا دره الرئيس على اعين من كانوا يطالبون باستعمال الالية الديمقراطية لانتخاب مكتب مسير قوي تتوفر فيه الشروط المطلوبة من كفاءة ونزاهة ومصداقية وغيرة على الفريق…، للاستجابة الفعالة للتحولات البنيوية التي تعرفها كرتنا المغربية، أم ان سعادة الرئيس فشل في تحقيق ما وعد به ؟
إن الأوضاع الكارثية التي أصبح يعيشها فرينا القاسمي تفيد أن الرئيس فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك. فالفريق الذي تسلمه وهو يصعد للقسم الثاني، رجع به، وبسرعة البرق، إلى قسم الهواة، والفريق الذي تسلمه بدون انتماء سياسي، السيد الرئيس يفرض عليه ارتداء “جيلي” الجرار مقابل ضمان دعم سخي من المجلسين الإقليمي والجماعي، والفريق الذي تسمله بميزانية تسيير لا تفوق 400 مليون سنتيم، الفريق، اليوم، أصبح يسير بأكثر من مليار سنتيم سنويا ولكن دون تحقيق أي نتيجة إيجابية تذكر اللهم التقهقر والتراجع. والفريق الذي تسلمه وهو يضج باللاعبين المرموقين على مستوى القسم الوطني الثاني وتسود بينهم الألفة، جلهم غادره بعدما لم يجدوا في المسير ما يغريهم بالبقاء بفريقهم، حيث سوء المعاملة وغياب الاهتمام والغيرة على الفريق، كما فرط في الفئات وانصرف عقدها بعدما عانت من غياب إرادة حقيقية للرئيس للاهتمام بها ورعايتها. والفريق الذي تسلمه وحب الجماهير الواسعة تطوقه من كل الجهات، كلها انفضت من حوله بسبب سخطها على الرئيس وعلى المسؤولين الذي اكتفوا بالتفرج على مشاهد الفوضى واللامسوؤلية لرئيس تنقصه أشياء كثيرة في فن التسيير أولها التواصل.
والغريب في مسلسل تدمير الفريق وقتل ما تبقى من آخر الآمال في صدورهم لخروج فريقهم من هذه المحنة التي طال امدها على يد هذا الرئيس الاعجوبة، هو ادعاؤه انه أقرض الفريق أموالا ضخمة لفك ضائقته المالية. وهنا صرح أحد أعضاء المكتب المسير السيد فؤاد مخيزني لموقع الواجهة، قائلا إن الرئيس يتقلب من حين لآخر في تحديده المبلغ الذي أقرضه للفريق، فمرة يدعي انه أقرضه 50 مليون ومرة يدعي انه أقرضه 120 مليون ومرة ثالثة يدعي أنه أقرضه 150 مليون. هذا التقلب كما جاء على لسان هذا العضو، الذي أصبح مغضوبا عليه من طرف الرئيس لمجرد أنه أصبح يطالب بالشفافية في تدبير أموال الفريق، دفع به إلى ان يشك في أن الرئيس فعلا قد أقرض الفريق هذه الأموال مطالبا إياه بالإدلاء بالدليل. وبدورنا نتساءل من أين للرئيس كل هذه الأموال الضخمة حتى يقرضها للفريق، فنحن نعرف البير وغطاه على حد تعبير إخواننا المصريين.
الفريق يغرق في وحل فوضى تسيير هذا الرئيس والجماهير القاسمية ومعها المجتمع المدني أصبحوا مطالبون بالوقوف مع فريقهم، بدءا بانتشاله من احتلال هذا الرئيس وانتهاء بوضع شكاوى لدى محكمة جرائم الأموال، فالرئيس إذا كان يحصل على دعم المؤسسات العمومية المالي فهو مطالب بحسن تسيير هذه الأموال واحترام قانون الحريات العامة.