بقلم هند عجبة
ٱثارت تغريدة المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان استهدفت الإساءة للمملكة المغربية عبر صفحاته الرسمية على “تويتر” و “الفيسبوك”.
اشتغل الدراجي الشبه الاعلامي واللاعب السابق بفريق مولودية الجزائري كمعلق رياضي تلفزيوني على المباريات الرياضية في التلفزيون الجزائري، ليكون الحظ حليفه وينتقل للعمل بقنوات “بيين سبورت” القطرية والتي تتميز باشعاع اعلامي كبير ليصبح مشهورا عند العامة، الا انه من المؤسف أن يعمد المسمى دراجي الى استغلال انتسابه لهذه المؤسسة الاعلامية الرائدة ليكشف عن شدوده الاعلامي بمحاولاته اليائسة وبمؤامراته المكشوفة لضرب وحدتنا الترابية.
وقد نشر دراجي على صفحته ب “تويتر” اكثر من تغريدة وفي صفحته على “الفيسبوك” اكثر من تدوينة، منتقدا مضامين بلاغ وزارة الخارجية المغربية والتي أكد من خلاله الملك استعداد المملكة لتقديم مساعدات للجزائر لمكافحة حرائق الغابات التي سجلتها العديد من مناطق البلاد.
وكتب دراجي على صفحته تويتر ” لا نقبل مساعدة حليف الكيان الصهيوني “; مضيفا في نفس التدوينة على ان الملك كان ” من المفترض أن يعرض مساعدته على القبائل مادام يدعو الى استقلاله في الأمم المتحدة وليس على دولة الجزائر “.
وقد واجه المعلق الرياضي موجة من الانتقادات على خلفية تدويناته المثيرة للجدل ضد المملكة المغربية، حيث عبر المغاربة عن استيائهم من تدخل دراجي في مقدسات المملكة المغربية وعن خرجاته الرعناء التي تحمل كل معاني الحقد والتدليس والتفرقة بعد تخطيه لكل الخطوط الحمراء التي يفرضها حسن الجوار وشرف المهنة وأخلاقيات الزمالة.
كما انخرط عدد من الإعلاميين والفعاليات الجمعوية في حملة الرد على دراجي، فنشر محمد الفزازي “رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ” تدوينة على صفحته الفسبوكية ردا على تدوينة دراجي، وكتب الشيخ الفزازي: ” حفيظ دراجي من معلق رياضي الى قتال. حفيظ المعلق الرياضي الجزائري الذي لا اميزه عن المعلقين الرياضيين الا ب ” وااااوااااواااا / هااوااااهاااو “.
بدوره رد يونس التايب في رسالة نشرها على صفحته الفسبوكية :” تعبيرك بالقول “حليف الصهيونية”، هو قلة حياء ودناءة أخلاقية من معلق رياضي رديء، تحول إلى محلل سياسي غبي لا يفقه شيئا في الديبلوماسية والسياسة العالمية. لذلك، لن أشرح ولن أبين لك سياق الأمور وحيثياتها؛ ولن أستفزك بالحديث عن علاقات دول أخرى، تقتات أنت لديها، مع دولة إسرائيل؛ ولن أشرح لك طبيعة العلاقة الخاصة بين المغاربة المسلمين وملايين اليهود من أصول مغربية يعيشون عبر العالم، لم ينسوا انتماءهم لبلادهم المغرب ولا نريدهم أن ينسوه، ونرحب بهم كي يأتوا متى شاؤوا ليزوروا مسقط رأسهم وقبور آبائهم، ويتجولوا في مدن وأحياء ترعرعوا فيها”.
وفي السياق ذاته، تفاعل محمد عمور، مدير قناة “بي إن سبورتس” الإخبارية، بشكل سريع مع تغريدة حفيظ دراجي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مستغربا وصف هذا الأخير للحدود المغربية الجزائرية بـ”الحدود الغربية”، حيث قال: ”حدودكم الغربية ؟؟ كاليفورنيا مثلا؟ من قال لك أصلا أننا نود فتحها مع أمثالك؟”.
وأردف مدير قناة “بي إن سبورتس” الإخبارية : “ملك المغرب، وسطر ألف سطر تحت كلمة ملك، طلب فتح الحدود (لأسباب قد لايفهمها أمثالك) تظنون أننا نحتاج إليكم؟”.
وأشار محمد عمور، في رده على دراجي، إلى “التوظيف الرخيص للقضية الفلسطينية”، حيث قال: “ماذا فعلتم لها يا ببغاوات باستثناء الشعارات البومدينية البائدة؟”.
اما الصحافي المغربي بوكالة الأنباء القطرية يحيى لمنلسي فقد كتب في حسابه الرسمي بالفيسبوك على هامش انتفاضة الصحافيين المغاربة المقيمين بقطر الرافضين لزمالة وتحرشات عميل العسكر الجزائري دراجي : “حفيظ دراجي تجاوز حدود اللباقة، لم يحترم ولم يحترم المؤسسة التي يشتغل فيها ولا زملاء مغاربة معه في نفس المؤسسة. الأسوء أن دراجي لم يحترم “حظه”، كان الأحرى به أن يستغل “نجوميته” في زرع المحبة والسلام، وفي نشر لغة الحوار المسؤول عوض أن يكون وبلا خجل صوت من يدق طبول الحرب”.
تدوينة حفيظ دراجي ليست هي الأولى من نوعها والتي تتجاوز الخطوط الحمراء التي يفرضها الدور المهني للعديد من الصحفيين من شاكلته والعاملين بالمؤسسات الاعلامية القطرية خاصة الجزائريون منهم، والذين جعلوا من قضايا المغرب مادة دسمة لصياغة الخبر بمنطق تجاري بغض النظر عن مهنية ومصداقية محتواها.
والمثير للجدل هو صمت الدوحة امام هذا العفن الاعلامي الذي يعمل على تلطيخ سمعة الكيان المغربي وتقليب الشعوب على بعضها وتمرير مفاهيم ومعتقدات لتسميم العقل العربي.