مراد بنيف
عرفت جماعة سيدي علال البحراوي، في مثل هذا اليوم قبل سنتين نواحا وبكاء ولطم على الخدود، في مثل هذا اليوم خيم الموت والحزن على المنطقة لتتحول الى مأتم مفتوح على فضاء شاسع تفوح منه رائحة الموت والحزن، والعالم بأسره..
في مثل هذا اليوم اهتز العالم على مشهد موت طفلة صغيرة وسط ألسن النيران، وقدماها تطلان من سياج نافذة مسيّجة بشباك حديدي في إحدى غرف المنزل، في قفص جعله صاحب المنزل مثل سجن عكاشة، دون حسيب ولا رقيب، دون أن يفتح تحقيق حول من منح ترخيص بناء وترميم ذلك المنزل الذي لا وجود له في تصميم التهيئة.
إحترقت الطفلة، واحترقت معها قلوب ساكنة المنطقة المنكوبة، لكن حرقة الوالدين والجيران وأبناء الحي كانت أكبر حول من يتحمل المسؤولية؟، وتمر الأيام دون أن يتحمل أحد المسؤولية، ليستمر جهاز الوقاية المدنية بسيدي علال البحراوي، بتغطية تراب المنطقة بسيارة اسعاف، وشاحنة اطفاء فقط، ما يعني أنه في حالة تزامن حادثتين في الوقت ذاته، ستخرج سيارة الإسعاف الى حالة نحو مستشفى القرب بمدينة تيفلت، وعند الإتصال بالرقم 15 سيجبك من يرد على الهاتف بأن سيارة الإسعاف ” خارجة “، وما عليك سوى الإنتظار مهما كانت حدة الخطورة.
وفي نفس السياق أيضا إذا اشتعل حريق بضاحية من ضواحي تراب البحراوي الشاسع الممتد من النقطة رقم 20 بين العرجات والبحراوي، الى الفوارات بين البحراوي والقنيطرة، الى عين الجوهرة وجمعة بوخلخال وحدود السهول، ستخرج شاحنة الإطفاء (الوحيدة بالمقر) الى عين المكان لإطفاء الحريق.. لكن ماذا اذا تزامن حريق في الغابة ناحية الفوارات، وحريق بالغابة ناحية عين الجوهرة او ايت عربي وعلي أو زيلي؟ ، ستكون كارثة بكل المقاييس لعدة أسباب أخطرها؛ أن النار اذا شبت أو نشبت واندلعت، ومرت خمسة عشر دقيقة ولم تصلها مياه الوقاية المدنية لن تنطفئ أبدا إلا بعدما تكون قد فعلت ما فعلت.
واذا فرضنا أن حريقين متزامنين بسيدي علال البحراوي، وخرجت شاحنة الإطفاء الى حريق، واتصل أهالي الحريق الآخر يطلبون نجدة الوقاية المدنية، أتعرفون ماذا سيكون جواب من يستقبل المكالمات؟ سيقول: ” الشاحنة خارجة وبعد معرفة المكان سيطلبون الدعم من مدينة تيفلت المجاورة، وكما سبقت الإشارة، فإن النار اذا مرت دقائق معدودة ولم تنطفئ لن تنطفئ الا بعد اشباع رغبتها في التهام الجميع، وما أن يصل الدعم من المدن المجاورة إلا بعدما ستكون كارثة مأساوية تراجيدية ويا للعار..
والغريب في هذا الموضوع بأكمله بعد الفاجعة، عوض اتخاذ جهاز الوقاية المدينة قرارات جريئة لتزويد مقره بالمنطقة بكل ما من شأنه الإستجابة لخصاص تراب المنطقة الشاسع، تركت كل ذلك ورفعت دعوة قضائية ضد ثلاثة شباب من المنطقة في خطوة اعتبرها العديد خطوة غبية تعكس بالملموس فكرا متحجرا ترك الأساس واشتكوا ولمثلهم أن يخجلَ..!
[/dropcap]