fbpx
الرئيسية » أخبار وطنية » جرائم يهتز لها الشعور…ابطالها فلذة الكبد والضحايا اباء.

جرائم يهتز لها الشعور…ابطالها فلذة الكبد والضحايا اباء.

 

بقلم: هند عجبة

تابع المجتمع المغربي خلال الأيام القليلة الماضية تفاصيل جرائم أسرية عديدة ابطالها ابناء وضحاياه اباء، انتهت جميعها نهايات مأساوية؛ حيث تناقلت المواقع الإعلامية والصحف المحلية اخبارا كثيرة عن جرائم ضد الأصول.

وبينما تنوعت الاسباب والروايات، فإن هذه الحوادث تقرع أجراس الانذار وتدق ناقوس الخطر بالمجتمع المدني المغربي، خاصة في ظل تفاقم الأحوال الإقتصادية والتي ألقت بظلالها على المناحي الاجتماعية والاوضاع النفسية المختلفة.

فإذا كانت جرائم القتل عموما تعتبر أمرا صادما ومستنكرا، فإن اقترانها بافراد العائلة، بمعنى ان يكون الجاني والضحية فيها على صلة قرابة، صادم أكثر خاصة حين تكون الجريمة ضد الأصول.

فهذه الجرائم لا تثير لدى الرأي العام درجة واحدة من الاستهجان، انما هي جرائم يهتز لها الشعور العام بقوة ويبدى بشأنها مزيدا من السخط والتقزز اعتبارا لما يصاحب الجريمة من ملابسات تفصح عن مدى استفحال الجريمة لدى الفاعل، حيث يتحول فيها هذا الأخير إلى جزار بشري يفقد انسانيته ليجري وراء شهوة الدماء التي تقوده لارتكاب ابشع الجرائم وتقطيع ضحيته التي من أصوله لاجزاء متفرقة ويتلذد بالتعذيب ومنظر الدماء.

” فقتل الابناء لابائهم ” حالات مأساوية من جرائم لا يقبلها العقل والانسانية، فكيف تغير وضع الوالدين من المصدر الرئيسي للحنان والشعور بالامان بالنسبة لابنائهم، الى عدو يحولهم الى جناة عندما تكون الاحوال الأسرية في البيت لا تطاق ولا يمكنهم احتمالها، والبدائل أمامهم تكون محدودة ومن أكثرها شيوعا هو القتل… قضية في غاية الخطورة تحتاج نظرة معمقة من الآباء و الأمهات نحو معرفة الأسباب الكاملة سواء نفسية أو اجتماعية أو مادية لاتخاد كل الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه الكارثة.

انهيار المنظومة الإجتماعية

يتشكل مجتمعنا من العادات والتقاليد والثقافة والدين والأخلاق، تتحد جميعها لتجسد منظومة القيم ولتشكل المبادئ لمجتمع قوي ومتماسك.

فالتربية هو دور الأسرة والمسؤول الاول أمام المجتمع، حيث يكتسب الانسان معارفه وخبراته وسلوكاته الاجتماعية من الأسرة، وذلك من خلال ما تعرض له من مؤشرات تربوية إيجابية وسلبية خلال مراحل حياته الأولى، الا ان تطلعات الآباء لابنائهم هي كيف يستطيعون اشباع حاجاتهم وتحقيق احلامهم، فانصرفوا عن دورهم الرئيسي من غرس الأخلاق وبناء المبادئ التي تحولهم الى افراد اجتماعيين لهم القدرة على التفاعل والاندماج مع افراد المجتمع.

شاهد أيضاً

اليوسفية: مدينة تُقصى من الذاكرة الإعلامية رغم حضورها في قلب المشروع الفوسفاطي

الواجهة مرة أخرى، تجد مدينة اليوسفية، ذات التاريخ العريق في استخراج الفوسفاط، نفسها خارج التغطية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *