هند عجبة
تظاهر مئات المحتجين اليوم الاحد في العاصمة التونسية وفي عدة محافظات مطالبين الحكومة بالتنحي وحل البرلمان في ظل تفاقم جائحة فيروس كورونا بالبلاد.
وقد ضربت جائحة كورونا تونس في وقت كانت تسعى فيه الحكومة إلى إنقاذ اقتصادها؛ خاصة بعد الأزمات المتتالية التي شهدتها العاصمة التونسية منذ ثورة 2011 جراء الأزمة السياسية بين المؤسسات الدستورية.
هذا وقد تزامنت هذه الاحتجاجات التونسية اليوم الاحد والذكرى 64 لالغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية في 25 يوليوز من كل سنة، وذلك كنتيجة لتردي الاوضاع الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
وقد طالب المحتجون بإسقاط منظومة الحكم ومحاسبة الحكومة والغنوشي وبتشكيل حكومة جديدة وإسقاط الطبقة الحاكمة، حيث اشتدت الاحتجاجات في سياق سياسي متأزم بسبب تجاذبات وتوثرات بين المؤسسات الدستورية.
وفي سياق متصل، أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أن المحتجين اقتحموا مقرات حركة النهضة التونسية في توزر والقيروان وسوسة وقاموا باقلاع اللافتة الخاصة بالحركة وسط هتافات وشعارات تنادي برحيل “الاخوان” وزعيمهم “راشد الغنوشي” مطالبين بإسقاط النظام ومعبرين عن غضبهم من سياسة الحركة واستيائهم من إدارة شؤون البلاد.
وفي مشهد ٱخر، اقتحم المحتجون في محافظة توزر جنوب البلاد مقر الحركة وقاموا بإحراقه وتهشيم محتوياته.
وحمل التونسيون حركة النهضة مسؤولية تدهور الاوضاع الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب المخططات الفاشلة التي ادت الى احتقان اجتماعي عبر تحركات احتجاجية تهدف تصحيح مسار سياسي.
ومن جهتها، أدانت حركة النهضة، الحملة الإعلامية والتي وصفتها بالمسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرضة على العنف.
وقال القيادي بالحركة اليوم الأحد، إن “جرائمكم البشعة المتعمدة المدفوعة الأجر التي وصلت حد الحرق والسّحل ومحاولات القتل والنهب والسرقة تدل على سقوطكم الوطني والأخلاقي، وفشلكم في إنفاذ مخططكم الخياني الإجرامي الهادف للزج بالبلاد في مستنقع الفتنة والانقلاب في وقت يخوض شعبنا حربا ضروسا ضد الوباء، وستدفعون ثمن جرائمكم أمام القضاء وبحكم القانون”.
وتابع بالقول “على الذين حرضوا على العنف والقتل أحزابا وأفرادا من جماعة عبير وحركة الشعب والوطد ومن ينسبون أنفسهم للسيد رئيس الجمهورية تحمل مسؤولية مشروع الفوضى والانقلاب المدعوم من الخارج ومن قنوات الحدث والعربية..”
ويذكر أن تونس تعيش على وقع أزمة سياسية بين رئيس البلاد “قيس سعيد” ورئيس الحكومة “هشام المشيشي” بسبب تعديل وزاري أجراه هذا الأخير ورفضه سعيد، بالاضافة الى انها تعاني أزمة اقتصادية زادتها حدة تداعيات جائحة كورونا التي ضربت البلاد بشدة مما استدعى مدها بالمساعدات الطبية من دول عديدة خلال الأيام الماضية.