مراد بنيف
تناول الدكتور ” محمد صادق الخياطي ” موضوع الإحسان، في خطبة جمعة جميلة بطريقته الخاصة ماثلة في الأذهان، وبين مظاهره والآثار المترتبة عنه من ثمار وفوائد لا تقدر بثمن لن يعرفها إلا من له الله وليا ونصيرا، ومن كان له الله وليا ونصيرا لن يكون عليه أحد..
قال الخطيب أن الإحسان كما قال عليه السلام أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، يراك في كافة جوانبَ الحياةِ عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وأخلاقاً, فكلُّ عبادةٍ لابدَّ لها من الإحسان والإتقان والإخلاص، وليس فقط أن تعبد الله عن طريق الصلاة والصيام وما إلى ذلك من الواجبات، بل هو عمل يجب أن يرافق الإنسان في حياته يسعد به في دنياه إلى أن يلقى به ربه محسنا حتى في موته،
فهل تشعر أنت بأن الله يراك يا من تغش في عملك وهل تشعر أنت بأن الله يراك يا أيها القابض للرشاوى أيها المعلم والأستاذ الذي تسمم عقول الأبناء ولا تقوم بواجبك على أكمل وجه، هل تشعر بأن الله يراك؟
أيها المسؤول الذي يعطي الرشاوى لتسلق المناصب والكراسي، هل تشعر بأن الله يراك؟ كيف ستكون نهايتك؟
أيها الغاش للأمة كيف ستكون نهايتك؟
من مظاهر الإحسان وأنواعه ذكر الخطيب: الإحسان إلى الخلق من الآدميين والبهائم، بإغاثة وإطعام الجائع والتصدق على المحتاج واليتامى والأرامل، وإعانة العاجز، والتيسير بالإصلاح بين الناس وذلك بــ :
الإحسان إلى النفس :
بفعل الخيراث وترك المنكراث وحب المساكين، واجتناب ما يلقي بالإنسان إلى التهلكة، ولكي تحسن إلى نفسك يا ابن آدم يقول الدكتور بصوت عال ” أن تعيش بالحلال”، فهل أحسنت إلى نفسك يا من تجمع المال من الرشاوى وتدخله على أهلك وأبنائك؟ كيف ستكون نهايتك؟
الإحسان في العمل :
وذلك بإتقان الأعمال المنوطة بنا القيام بها على أكمل وجه، ونحن على يقين بأن الله مطّلع علينا فيها، ويا آكل الحرااام هل أحسنت في عملك؟.
الإحسان إلى البهائم : بما يُبْقي عليها حياتها، ويدفع عنها الضرر، قال الخطيب لأرباب العربات المجرورة، عيب وعار ضرب البهائم . فهل أحسنت إلى بهيمتك؟
الإحسان إلى اليتامى :
يا من تجمع الأموال وتكدسها في البنوك، والله ستموت وتتركها لذوي الميراث، فهل ستأخذ تلك الأموال معك إلى القبر، والله ستموت ذات يوم وتتركها وراء ظهرك لغيرك، وستحاسب عن اليتامى الذين يبيعون السجائر في الأزقة. افعل لنفسك خيرا.
الإحسان إلى الوالدين: والله لن تشم رائحة الجنة قال الخطيب لعاق الوالدين، وقال هذا ليس قولي وإنما وعد الله الحق،
الإحسان إلى الأرامل والعجزة: بالتصدق عليهم وانقاذ ما استطعت انقاده من اخوانك الذين يموتون جوعا في الشوارع، والجوع لا يقتل، بل تقتله أنت بإمساكك عنه الصدقة .
الإحسان إلى الفقراء: وليس الفقير قال الخطيب من يمد يده في الأزقة يسأل الناس الدراهم، وإنما الفقير جارك وجارتك الذين لا يجدون ما يملأ جوف يوم، ولا يرضى أن يسأل الناس صدقة، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف كما قال ربنا.
الإحسان مع الأهل: بصلة الرحم، ومع الجيران الذين من شأنهم أن يدخلوا ابن آدم جهنم بسوء معاملته لهم،
وأردف خطيب جمعة مسجد الرحمة الدكتور “محمد صادق الخياطي” بنبرته المعهودة لبعض المفسدين فوق المنبر في هذا الصدد ؛ ” أقول لكم: من صلحت بدايته صلحت نهايته، فكيف ستكون نهايتك وأنت بدأت بالرشوى، كيف ستكون نهايتك وبدايتك اخترت أن تبدأتها من طريق الحرام المؤدي إلى التهلكة في الدنيا قبل الآخرة ؟ كيف ستكون نهايتك يا.. آكل أموال الأمة ؟ كيف ستكون نهايتك؟ والله لن تكون نهايتك إلا كما بدأتها…
(مع مقتطفات أخرى من احدى خطب الجمعة التي استحسنت رواد مسجد الرحمة، بالتطرق لمواضيع جوهرية من قبيل موضوع الإحسان باعتباره كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه.. على الواجهة).