بقلم: محمد بوفطيحي
هناك من يناديهم ب: الفوريستيا أو بوغابة أو برگادي الغابة…لكن رغم تعدد ألقابهم عمل هؤلاء الموظفون العموميون تحت راية إدارة شبه عسكرية تضمن استعمال السلاح الوظيفي أثناء مزاولة المهام المنوطة بهذه الفئة التي تعرف بحراس الفصول الأربعة في وذلك في سبيل الحفاظ على منظومتنا الطبيعية المسماة ” غابة ”.
هكذا تعددت الاختصاصات والتسميات لحقيبة إدارة ” المياه والغابات ” مما خلق زعزعة نفسية تمس هوية الانتماء لدى هؤلاء الموظفون أدت إلى حد إنتفاضهم ضد أساليب العمل المفروضة عليهم دون إستفادتهم من حقوق أغلبية مهامهم ومنها حمل السلاح الوظيفي.
إنها مهنة المصاعب والمتاعب، من لم يخض غمارها يجهل معاناة ممتهنيها، ومن استسهل مزاولتها بالمغرب فهو مخطئ ولم ينصف هذه الشغيلة الغابوية الغريبة في زيها وتركيبتها الإدارية المتعددة الهيئات والفئات.
لكن ما أفاض الكأس مؤخرا حول مستقبل هوية هذه المهنة هو التحول المبرمج إنجازه داخل مخطط رأسمالي ضخم إسمه: غابات المغرب 2020-2030 حيث سيتم تفكيك الأسطول الغابوي إلى وكالتين.
فهذا المستجد والسري للغاية لكونه لازال حصريا يناقش ويهيء في خفية داخل دهاليز السيد وزير القطاع، فإنه قد فتح الباب امام كل فئات الادارة الغابوية لطرح علامات استفهام حول مستقبل المهنة الغابوية بالمغرب، كهوية عاصرت أجيالا وأجيالا لكنها أصبحت مهددة بالإقبار تحت مسميات جديدة لا علاقة لها بالجلباب الفوريستي المغربي…
هكذا بدأت صرخات ونداءات تلوح بومضات استفهامية واستنكارية داخل شبكات التواصل العنكبوتية، الهيئة المناضلة داخل المنظومة الادارية الغابوية على مر العصور والتي مست نتائجها الإجابية كافة الهيئات الغابوية الأخرى كذلك، نظرا لترابط القوانين التنظيمية والإجتماعية لها.
إن المجتمع المدني يترقب الإستفادة المعلن عنها ضمن بنوذ الإستراتيجية الغابوية التنموية الجديدة دون الإكثراث إلى كيفية ذلك وما لون الجهة التي ستعمل على ذلك، في حين تبقى الشغيلة الغابوية في حالة انتظار وترقب كالعادة، كما ألفت ذلك في مسلسلات التشويق والإثارة الخاصة بملفاتها المطلبية، المهنية منها والإجتماعية الملحة حسب تغير نمط عيش المجتمع المغربي.