بقلم: عزيز بن ازوينا
مع اقتراب الانتخابات، برزت في الساحة السياسية ظاهرة جديدة عرفت إقبالا كبيرا من طرف المنتخبين، وهي ظاهرة تدخل في سياق فسق المنتخبين الذين يتهافتون على تطليق أحزابهم من أجل تزكيات حزبية جديدة لترميم بكاراتهم خاصة منهم من فقدوها بعد عهر انتخابي مارسوه خلال ولايتهم الانتخابية التي أشرفت على الانتهاء.
والمتتبع للشأن السياسي ببلادنا، يلاحظ السباق المحتدم بين المنتخبين من أجل الحصول على ورقة المرور الحزبية استعدادا للاستحقاقات المقبلة، وهو ما يجعلك تتساءل، وتفكر بعمق في مرجعية هؤلاء ومبادئهم والايديولوجيات التي يؤمنون بها، في محاولة لفهم مجريات الامور؛ لكن في النهاية ستصل إلى نتيجة واحدة وحقيقة لا مفر منها، فالمنتخبون يتبعون “الجهة الغالبة” والحزب الذي ترجحه التخمينات للظفر بالاستحقاقات المقبلة، وهو ما يجعلك تجزم أن الوعي السياسي والحزبي من قبل غالبية المنتخبين ماهو إلا خضاب على رأس أصلع.
إن التقرير الأخير الذي أصدرته وزارة الداخلية، والرقم المخجل لعدد المنتخبين الأميين، والذين تجاوز عددهم 4000 كفيل بتأكيد أطروحة التخلف السياسي وانعدام الفكر الحزبي، والقناعات وهو ما يحول الأحزاب إلى دكاكين للحصول على صكوك غفران، وقنطرة عبور للحصول على مقعد يضمن من خلاله المنتخب منصبا لتحقيق المآرب.
ويجن جنونك عندما ترى منتخبا كان بالأمس القريب يلوح لبرنامجه الحزبي ولمبادئه التي يتخذها مقناعة شخصية، أن ذات الرجل ينقلب بين ليلة وضحاها رأسا على عقب ليرتد شر ردة راميا بنفسه في أحضان أحزاب ذات مرجعية مخالفة تماما لما آمن به خلال الست سنوات الماضية .
إن غياب الوعي السياسي والحزبي والقناعة والمبدأ الحزبي، إذا أضيفت إليه الأمية يعد شذوذا سياسيا، كما يمكن اعتباره خنجرا ساما في قلب الديمقراطية ، وهذا ما يجعلنا اليوم أمام أحزاب لا تؤدي دورها في التأطير، وتبليغ الثقافة الحزبية وفق المرجعيات التي يستمد منها الحزب مرجعيته، وهو ما أفرز لنا اليوم منتخبين يتهافتون تهافت المومسات على ترميم البكارة السياسة مع دنو العرس الانتخابي.