حميد البهاليل
الحال أن الصحافة بالمغرب في هذا الزمن الأصم الذي انعدمت فيه القيم، أصبحت مهنة من لا مهنة له يكفي أن تحمل مايكروسوفت وآلة تصوير مشقوقة لتتحول بقدرة قادر إلى صحفي يقام ويقعد له، والأخطر من ذلك هو أن تتحول بواسطة هذه الأجهزة إلى نصاب بميزة حسن جدا سلاحك هو ”شوف أشنو …”مايكاد المتلقي يضغط على زناد الدخول إلى الموقع حتى يجد نفسه قد ولج خبرا فارغ المحتوى لا يحصل من وراءه على شيء؛ في وقت قد يحصل فيه شبه الصحفي على نقطة انصاف إلى قائمة الزوار سيرا على نهج ”بالنقطة بالنقطة كيحمل الواد” والحصيلة تحقيق أرباح مادية دوسا على ميثاق شرف المهنة وقدسية الرسالة.
حقا هزلت وفي المهزلة تحول العطار الى صحفي سمسار…تحول بائع صيكوك والمساومة والجاهل إلى صاحب سلطة رابعة لا تربطه بها أية علاقة سوى علاقة نصب زاد من وقاحتها حمل الزجاج الأمامي للسيارات شارات تحمل عبارة الصحافة يتوسطها الخط الأحمر والأخضر…شارات أضحت تحملها البيكوبات والبارتنيرات ومختلف أنواع المركبات وكل من لم يجد ضالته في ممارسة السلطة يجدها في الركوب على أمواج صاحبة الجلالة ولو كان عديم المستوى الدراسي.
حقا في زمن العهر الصحفي تحق مقولة ”المندية كبيرة والميت فار العنوان” إنها الوقاحة في أقبح تجلياتها وأبشع مظاهرها…