بقلم: محمود حديدي
استبشرت ساكنة إقليم آسا الزاك خيرا بعد علمها بمجيء وفد رفيع المستوى من عدة دول أجنبية من أجل الإطلاع على المؤهلات السياحية التي تزخر بها جهة كلميم وادنون بصفة عامة، وتخصيص زيارات ميدانية في هذا الجانب لكل أقاليم الجهة الأربعة ( كلميم، سيدي إفني، طانطان، آسا الزاك ) للتعرف أكثر على خصوصيات كل إقليم على حدة، وبهدف تحويل الجهة إلى قطب سياحي واعد.
لكن تفاجأ الجميع وفي آخر لحظة بإلغاء الزيارة الخاصة بإقليم آسا الزاك، مما أثار إستياء عارما لدى الشارع المحلي، حيث طالب بعض النشطاء الفيسبوكيين تبرير هذا الأمر ودواعيه محملين المسؤولية للسيدة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، على اعتبار أن ما قامت به لا يمكن تصنيفه إلا في خانة تصفية الحسابات والصراعات السياسية، وسياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها ضد الإقليم في الآونة الأخيرة.
كما وجهوا اللوم أيضا إلى ممثلي الإقليم بمجلس الجهة، معتبرين أن ما جرى يحتاج توضيحا مفصلا للرأي العام.
جريدة الواجهة ربطت الإتصال بالسيد النائب الثالث لرئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، حيث أكد لنا امتعاضه مما حدث، واستغرابه لهذا الإقصاء المفاجئ، معتبرا أن الزيارة التي برمجتها رئاسة جهة كلميم وادنون والتي ضمت وفدا دبلوماسيا رفيعا من سفراء عدة دول أجنبية، تهدف إلى تشجيع الإستثمار وزيادة فرص التنمية بالجهة وتقويتها، إذا تم تعميمها من باب العدالة المجالية على مختلف الأقاليم .
لكن الاكتفاء بأقاليم ( كلميم ، طانطان، سيدي إفني ) وإقصاء إقليم آسا الزاك هو أمر مبهم في ظل غياب ردود واقعية لتبرير هذا الحيف، في خرق سافر لمفهوم العدالة المجالية والقفز على مؤهلات الإقليم التي يزخر بها ( تاريخ، بيئة، فضاءات، واحات، مواقع اثرية، فلاحة، تعاونيات، منتوجات محلية، معالم تاريخية، ثرات لامادي …) الكفيلة بجلب الاستثمارات و تشجيع السياحة وخلق فرص شغل واعدة لشباب المنطقة وتشجيع الإستقرار والإعمار.
عضو مجلس الجهة المذكور، آثر عدم التعبير عن امتعاضه وغضبه منذ البداية حتى لا يتهم بالتشويش على زيارة الوفد إلى باقي الأقاليم ولكي لا يحسب عليه وعلى باقي ممثلي الإقليم تبخيس هذا العمل لأن مسؤولية الجهة وتنميتها مسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الجميع، مؤكدا أن هذا التهميش المتكرر مقصود ويستدعي إعادة النظر فيه من طرف الرئيسة لأن الإقليم لن يكون مطية لتحقيق مآرب ضيقة الأفق على حساب مؤهلاته التي تعتبر جزء لا يتجزأ من مسار التنمية.
يشار إلى أن إقليم آسا الزاك يتوفر على مؤهلات سياحية قوية تتوزع على مساحات شاسعة تجعل منه منطقة جذب سياحي مهم، حيث يتوفر على منشأة دينية بنيت قبل تسعة قرون، ومركزا علميا بجماعة عوينة لهنا، وسور قصر آسا ومشاريع سياحية مهمة، وواحة آسا وواحة الزاك، ومراكز استجمام واعدة، ونقوش صخرية ، و تراث عريق يزاوج بين الثقافتين الحسانية والأمازيغية، وفلكلور شعبي وغاني تراثية، وصناعة تقليدية والعديد من الأنشطة المحلية التي تستوجب منحها فضاء أرحب للتسويق والتعريف بها ، ناهيك عن المهرجانات السنوية التي تضفي اشعاعا خاصا للإقليم.