fbpx
الرئيسية » أخبار وطنية » تشييع جنازة شهيد محراب العدالة المقدس ذ الفايزي

تشييع جنازة شهيد محراب العدالة المقدس ذ الفايزي

 

بقلم: حميد البهالي

( وهيا خويا العزيز. واخويا أستاذنا. واخويا راجل شريف. واخويا ماشي ديال الرشوة. راجل ديال الحق. راجل متدين. الله يرحمك. الله ينور قبرك )؛ هكذا صدح صوت سيدة خمسينية بمقبرة سيدي محمد الشريف بسيدي بوزيد جماعة مولاي عبد الله الجديدة والدموع تنهمر كجلمود صخر حطه السيل من عل بعدما ولجت سيارة نقل الأموات المقبرة وهي تنقل على متنها جثمان الراحل نور الدين الفايزي شهيد العدالة المغربية العربية تغمده الله برحمته الواسعة.

كان مؤدن مسجد سيدنا ابراهيم الخليل بالجديدة يعلن موعد صلاة العصر يوم الأحد وقد تدفق مئات المصلين رجالا و نساء من أجل الصلاة صلاة العصر وصلاة الجنازة على رجل يعتبر من خيرة رجالات القضاء بالمغرب والعالم العربي و الاسلامي الفقيد نور الدين أسكنه الله فسيح جنانه و حشره مع النبيئين و الصديقين.

بصوتها المبحوح الذي يعبر عن تأترها البالغ وحبها لهذا الهرم الكبير في سلك القضاء بكت و أبكت الحضور منهم نقيب هيئة المحامين بالجديدة و الرئيس الأول للمحكمة الذي بطريقة تكاد تكون لا شعورية رفع يديه إلى السماء ترتي السيدة المتوفى رتاءها الأخير مسترسلة ( واسي نور الدين مصبرناش على فراقك. واسي نور الدين نتا عارض علينا لعرسك وماحاضرش. الله يرحمك. الله يوسع عليك )

ومشيا على الأقدام لمسافة تزيد عن ثلاث كيلومترات طوى الموكب الجنائزي المسافة وعلت الأذكار والصلاة على سيد المرسلين الى حين وقوف مركبة نقل الأموات على منزل شهيد الواجب.

أبشر فإن الجنة مثواك وأنت الذي أحبك أولياء الله الصالحين الذي سرت على خطاهم خطى الإمام الجنيد شاهدين لك في الدنيا انك كنت نزيها متدينا محبا للخالدة على الفانية….رحماك يا الله
لقد غادر ذ نور الدين الفايزي إلى دار البقاء وترك وراءه سجلا حافلا من العطاء سجل الردع وإقامة العدل وتقويم إعوجاج المنحرفين الخارجين عن القانون وكانت الجنازة مهيبة بكل ألوان الطيف سوت بين الحضور إذ وحدت بين الغني و الفقير وصاحب السلطة والجاه والمغلوب على امره الذي لاجاه له إلا عظيم الجاه.

كانت الجنازة مهيبة اقشعرت لها الابدان حضرها العلماء والشرفاء وأهل الذكر ورجال القضاء والأمن والهيئات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني …الخ و شيعها المئات من عباد الله المحبين لهذا الرجل المتواضع قدوة القضاء العادل النزيه….لنا ولك الله من قبل ومن بعد.

لقد تنفس من خلال أحكامك المستضعفون العدالة والنزاهة قاض قل نظيره أحكام بمثابة صمام امان لمدينة الجديدة، حققت أمنا قضائيا للمواطن، ووضعت حدا لإعتداءات المجرمين، كنت لا تخاف قول الحق لومة لائم ولا تتأتر بالصداقات ولا بالمعارف ولا بأقرب المقربين إليك من أجل تخفيض حكم أو إطلاق سراح غادر ماكر …اعدت للقضاء هيبته و للجديدة هيبتها وأبرقت الأمل، حقبتكم كانت ذهبية بامتياز و لقنتم المجرمين درسا في احترام القانون والجنوح إلى السكينة والالتزام خوفا من الوقوف في قفص الاتهام وهم يواجهون تهما بالدليل الذي لن يخلصهم من أحكامك الرزينة العدالة.

شهادة في حقك لسجين سابق ( أمضيت عقوبة سالبة للحرية وعمر داود مايعاود دزت عند اللحية ” يقصد المرحوم ” مرحمنيش ).

حقيقة لقد ساهم ذ نور الدين الفايزي بصرامته في إصلاح المجتمع وإعادة تربية كل من سولت له نفسه ارتكاب عمل جرمي وطبق رمز العدالة المرأة المعصوبة العينين الحاملة للسيف في يد وميزان العدالة في اليد الأخرى وأصبح المجرمون يفكرون ويعضون أصابعهم قبل الاقدام على ارتكاب الجرائم، شجعتهم على العمل والكسب الحلال ( اللهم نريش الدجاج و نصور لي جاب الله ولا نمشي عند اللحية ماغاديش يعقل عليا )يقول منحرف تائب بعد قضاء سبع سنوات سجنا أصدرها في حقه المرحوم.

اليوم وقد انتقل الشهيد والى جوار ربه الأعلى فإن المواطنين كلهم أمل أن يكون الخلف من حجمه وزيادة حتى تظل المدينة المتربعة على عرش المحيط الاطلسي خالية من الإجرام ….سكون دهري أبدي ترنو من خلاله المهدومة الى قاض صارم يضمن استمرار هذا الهدوء الذي خلفه الفقيد شهيد محراب العدالة المقدس الذي استل إليه الوباء الغادر وهو يستمر رغم الجائحة في ممارسة مهنته بنزاهته المعهودة ؛ بحضوره الوازن ، ولعل ما يجد فيه الناس عزاءهم حسب تصريحاتهم هو القاضي بدر الذي ناب عن المشمول بعفو الله نور الدين فايزي طيلة فترة مرضه إلى أن أسلم روحه للخالق عزوجل ولا شك أن بدر سيسير على نهج من سلمه المشعل بخطاه سيقتضي بدر اسم يذكرنا بفترة العدل الزاهية في عصور الإسلام الأولى حينما حل محمد العادل على المدينة المنورة فأنشدوا فيه …طلع البدر علينا.

شاهد أيضاً

اليوسفية: مدينة تُقصى من الذاكرة الإعلامية رغم حضورها في قلب المشروع الفوسفاطي

الواجهة مرة أخرى، تجد مدينة اليوسفية، ذات التاريخ العريق في استخراج الفوسفاط، نفسها خارج التغطية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *