صور جد مؤثرة تلك التي توثق عودة رجل من زمن مضى إلى أحضان أسرته ، و التي تؤكد دوما أن الخير في الناس ، مادامت بيننا النفوس الطيبة و الخيرين من خلق الله .
و في زمن كورونا ، حيث عم الوباء هذا العالم ، و اختفت مظاهر الفرح ، و ساد الحزن أرجاء المعمور ، تلقت خلية اليقظة التابعة للمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأقليم آسا الزاك ، بجهة كلميم وادنون، إتصالا من السلطة المحلية بالجماعة الترابية تويزكي ، تؤكد وجود شخص في وضعية تشرد و يدعى ” محمد ياوليس ” يتواجد بمنطقة “تانوييست” قرب مدينة آسا، حيث إنتقلت الخلية إلى عين المكان و عاينت حالة الشخص بمعية طاقم طبي تابع لمندوبية الصحة و الوقاية المدنية للاطمئنان على صحته، و التأكد من سلامته من أي أعراض جانبية لأي مرض .
و بعد تجميع المعلومات الأولية عنه ، و عن مسقط رأسه تم نقله عبر سيارة إسعاف نحو دار الأطفال بمدينة بويزكارن ، التي منها إنطلقت رحلة ” محمد ” نحو أسرته؛ و حيه و أصدقاءه بمدينة عين عودة .
عودة ما كانت لتتحقق في هذه الظرفية الاستثنائية، لولا تدخل العديد من الأطراف ،و أهل الخير ؛ و على رأسها السلطات الجهوية و الإقليمية، و كذا المجلس الإقليمي آسا الزاك و مؤسسة التعاون الوطني ،و أحد رجال الظل السيد ” سعيد بلخير ” .. حيث تمكنت عائلته من احتضانه لأول مرة منذ عشرين سنة .
نعم ، هي رحلة طويلة ، جاب خلالها ” محمد ” مدن و قرى عدة ، و عاش خلالها حياة التشرد بكل لحظاتها المرة و القاسية ، و حتى لحظاتها الحلوة العابرة ، عبور السراب الذي يحسبه الظمآن ماء ، لكن لكل بداية نهاية ؛ و في زمن كورونا كانت نهاية جولة التشرد و البحث عن الحرية و عالم أفضل، هو العودة إلى حضن و كنف العائلة التي مهما ابتعدنا عنها إلا أنه لا طعم للحياة بدونها .
محمود حديدي