لم يمر على تعيينه على هرم الجهاز الأمني بمنطقة عمالة حي مولاي رشيد إلا فترة وجيزة لكن مع ذلك لم يفضل السير على منوال سابقيه أي الجلوس في مكتبه ومتابعة قاعدة بيانات الظواهر الإجرامية بالمنطقة، بل اختار بسرعة البرق الوقت الصحيح للخروج ليلة السبت إلى مختلف قطاعات المنطقة مدعوما بكتيبته الأمنية، في جولة مباغتة لعدد من الأحياء والأوكار، حيث كان الصيد ثمينا.
البلغيتي هو الاسم الجديد الوافد على المنطقة، ورغم أنه لم يسبق له أن تعرف عن قرب على الواقع الأمني بمنطقة حي مولاي رشيد، فمع ذلك فالرجل معروف في الوسط الأمني بخبرته في تدليل كل الصعوبات الأمنية التي قد تواجهه، لهذا فاعتقد أن ساكنة حي مولاي رشيد وسيدي عثمان والهرويين وحي للامريم وبرنزيل وغيرها، سيستبشروا خيرا بهذا الوافد الأمني الجديد على منطقهتم.
خروج البلغيتي بالأمس في أول جولة أمنية له متنقلا من قطاع لآخر سيعطي لا محال تصورا جديدا في التعامل الأمني مع المنطقة واعتقد أن الرجل بهذا الأسلوب في العمل وإن كان متعبا بالأمس فسيضفي نوعا من الحماس والهبة في أوساط الأمنيين، كما أن اختيار تواجد رئيس الاستعلامات بالمنطقة إلى جانبه وبعض رؤوساء الدوائر وكوكبة من عناصر الصقور كان اختيارا تكتيكيا موفقا.
منطقة حي مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء، عانت الكثير على مستوى الأمني، بسبب غياب القائد أو الدينامو المحرك وهو ما أفرز حالة من الاسترخاء الأمني وذيوع عدد من الظواهر التي شكلت مرتعا خصبا لانتشار الجريمة بشتى أصنافها.
ورغم هذه الصورة الإجرامية التي التصقت بالمنطقة، وهذا الاسترخاء الأمني الذي عرفته على فترات، فإنه لا ينبغي إغفال أن الجهاز الأمني بالمنطقة يضم في ثناياها عددا من العناصر الأمنية المتمرسة والتي غاب عنها التوجيه والتشجيع. لهذا اعتقد أن قدوم البلغيتي سيغير لامحال الكثير من معالم المشهد الأمني بالمنطقة، خاصة وأن الرجل وفي بداياته أبان عن أسلوب أمني رفيع في اجتثاث عدد من الظواهر التي شاخت بالمنطقة والتي تشكل بؤرا ومرتعا للإجرام والفساد ومنفذا لاستغناء عدد من رجال السلطة والأمن.
كتب رشيد أسارة