هاهي صورة اليوم الخالد الجديد يوم الفقير 19/11/2017 حينما حاولت الام اليائسة من الحياة، و التي تحمل كل شرورنا و اخطائنا و تحولها الى قدر محتوم، انها الام التي تخلت عن انوثتها و رقتها وضعفها الجميل، لتغدو ضحية حياة بائسة كاسرة ، لا تميز بين الانثى و المرأة ، انها حياة القسوة اللئيمة التي تتصيد الفرص ، لتسرق منا تلك الام الحنون ، التي لم تشملها قوانين المدونة ولم تتحدث عنها الجمعيات النسوية و الحقوقية …. فقط لان هذه الام لم ترتدي اللباس الليلي و لم تحمل كاس " الويسكي الثمين " بين اناملها ولم تشعل سجارة " المارلبورو لايت " لتعلن التمرد على قيم المجتمع و التحرر من كل ما يجعل من المراة ذلك الكائن الجميل الذي يختلف عن الرجل و الذكر و باقي الكائنات، انه اليوم الذي تمردت فيه هذه الام على نفسها و جمالها ورقتها، لتتحول الى مصدر يزود جيشا من العاطلين في منزل لا يصلح الا للجرذان، انها الأم التي لا تنام الا وقد وضعت الغطاء القديم وغطت كل شبر من تلك الاجساد الضخمة من ابنائها وزوجها ، وهي تحمل لهم لقمة الفطور، و طاولة الغذاء حيث لا ترحمها نظرات الانزعاج الذكوري و لا اسئلة الاجساد الضخمة " ما كاين ما يتكال ا الواليدة " انها الام التي لا تتوقف عن التفكير في الحفاظ على " شبه اسرة" كانت تحلم وهي طفلة بريئة بتكوينها، قبل ان يصدمها واقع مرير بزوج ذكر يقضي اليوم باكمله يقامر هنا وهناك و يشعل سجارته وكانه مؤلف "الف ليلة وليلة" و بين اجساد ابنائها الذكور الضخمة الذين يرون في امهم مصدر السجائر والحشيش والتعبئة الدائمة للهاتف، لكن اليوم، يتوقف الزمن عن معادلته ويعكس عقاربه، ليسرق تلك الام بغتة وهي تقاتل الحياة البائسة التي قالت عنها وزيرة الاسرة والتضامن يوما " المغرب لا يتواجد فيه فقراء " لتنتصب هذه الام الفقيرة وتشهر ورقة الحقيقة وتجيب السيدة الوزيرة "ها نحن ايتها الناكرة، فكم تحتاجون من جثت منا حتى نستحق الاعتراف منكم باننا على الاقل ننتمي لبطقة في هذا الوطن ولو كانت فقيرة، اليوم تتحدث جثث امهاتنا في الصويرة وقد تحدثت جثث امهاتنا سابقا في معبري سبتة ومليلية واخريات في الريف الشامخ وقبلها في الاطلس المنسي، و نسائل ما تسمى صوريا ب "الحكومة و الدولة " من يتحمل منكما مسؤولية ما وقع؟ من يحمل في كيانه ذرة جرأة ويعلن المسؤولية والاستقالة ؟
ام انكم تحتاجون الى مزيد من الجثت حتى تستيقظ ضمائركم ان هي موجودة اصلا ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
يا اماه اردت ان تجلبي لنا قمحا لكي تعجني لنا كسرة خبز، فلا و الله لن يلذ لنا هذا الخبز و انت تسيرين حافية القدمين و لن تقطعيه بيديك الطيبتين لتعطي كل واحد منا كسرته وحقه على الاقل فانت الوحيدة التي تقسمين بيننا الرغيف بعدل ومساواة …..
رحمكن الله يا شهيدات الخبز والرغيف
مات جاري أمس من الجوع ..!! وفي عزاءه ذبحوا كل الخراف ..
ذ هشام العفو