fbpx
الرئيسية » أخبار وطنية » مجرد رأي:  لكم الله ايها المصريون

مجرد رأي:  لكم الله ايها المصريون

عندما انسحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قاعة القمة العربية خلال تناول أمير قطر لكلمته، البعض اعتبره تعبيرا رمزيا عن احتجاج المصريين على تدخل قطر في شؤونهم الداخلية بدعمها للإخوان المسلمين، وهناك من اعتبره سلوكه وقاحة وقلة أدب لا ينبغي أن تصدر من رئيس دولة رائدة مثل مصر، لأنها حركة لن تغير من واقع الأمر شيئا، ولا تقدّم أية خطوة إلى الأمام. غير أن ما يدعو إلى القرف والبؤس فعلا، ليس عندما انسحب الرئيس السيسي وإنما عندما حوّلت وسائل الإعلام المصرية انسحاب الرئيس إلى إنجاز تاريخي يستحق عليه الإشادة والتهليل. 

لقد اتفق كل المحللين ونجوم الإعلام على وصف سلوك رئيسهم بالبطولي. ولم يخجل الكثيرون منهم وهم يسمون السيسي بالذكَر. أي الفحل الذي أعاد لمصر نخوتها المهدورة، ورد لها كبرياءها الذي ضيعه شعار "صبّح على مصر بجنيه، وهنيالك يا فاعل الخير". 

ولأن المناسبة شرط، فإن هؤلاء المهللين لم يجدوا حرجا في اعتبار النموذج السيسوي هو ولادة جديدة للنموذج الناصري، فأعادوا التذكير بالخالد جمال عبد الناصر وأفضاله على الأمة العربية، وأعادوا التذكير بدوره الكبير في ميلاد الشعور بالانتماء إلى الأمة العربية، وبيده الكريمة البيضاء التي مدها إلى كل الأمة وهو يحمل هموم وحدتها من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر… واعتبروه إلى اليوم قائد الوحدة العربية. لكن المصريين نسوا أو تناسوا أن هذا الزعيم العروبي الفذ هو من خاض حربا مجانية باليمن، قتل فيها اليمنيون اليمنيين. فكيف لمن يحرض أبناء الشعب الواحد على قتل بعضهم البعض أن ينجح في توحيد شعوب مختلفة اللهجات والخلفيات والتقاليد؟ نسوا أو تناسوا في غمرة الانفعال المفتعل أن الزعيم الخالد خاض حربا بالنيابة عن الجزائر ضد المغرب، وحرض الجزائريين على قتل إخوانهم الذين شاركوهم معركة تحرير بلادهم. فكيف لمن حول سوء تفاهم بين بلدين شقيقين جارين أن يُعتبر في يوم من الأيام بطلا قوميا عربيا جديرا أن يفتخر به كل عربي. 

نسي المصريون وتناسوا أن الزعيم الخالد حين قاد الانقلاب العسكري ضد الملك فاروق تسلم بلادا واسعة غنية ممتدة تسمى مملكة  مصر والسودان، غير اسمها فتغيرت حدودها,  كانت المملكة المصرية في عهد الملك فاروق  تبلغ 3.7 مليون كيلو متر مربع اي تقريبا  4 اضعاف المساحة الحالية ، و كانت السودان و دارفور و كردفان و غزة و  اجزاء من ليبيا و تشاد تابعة لأراضي المملكة المصرية و حين قضى نحبه ترك لمن بعده بلادا بدون السودان التي نالت استقلالها، وبدون سيناء و غزة  التي احتلتهما اسرائيل بعد هزيمة 1967 . فكيف لمن ساهم في تشتيت بلده وحاول تشتيت بلدان عربية اخرى أن يكون زعيما للوحدة العربية؟

 السيسي يسير على خطوات جمال عبد الناصر فعلا، ولكن في تمزيق وحدة الأمة، وتشتيت شعوبها. ويكفي أنه هو السبب الأول في تحويل نصف الشعب المصريين إلى إرهابين سواء كانوا من الإخوان والسلفيين أو من المتعاطفين والمتعاملين معهم. يكفي أن جعل من القدّيس بوتريكة إرهابيا و تيران وصنافير سعوديتين 

اشرف بن الجيلالي

شاهد أيضاً

اليوسفية: مدينة تُقصى من الذاكرة الإعلامية رغم حضورها في قلب المشروع الفوسفاطي

الواجهة مرة أخرى، تجد مدينة اليوسفية، ذات التاريخ العريق في استخراج الفوسفاط، نفسها خارج التغطية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *