كانت مفاجأة جميلة هذا الصباح أن أسمعك على إذاعة هيت راديو. فلولا الصحفي المتميز وديع دادة الذي كان ضيفا لما سمعتك. فاحترامي الشديد وتقديري الكبير له دفعاني رغما عني إلى متابعة حواره على إذاعة هيت راديو التي تعشقينها وتعشقين منشطها مومو الذي لا أعشقه بتاتا.. وفي ذلك حقّ شخصي لا يحق لأي أحد أن يجادل فيه، ولا أخفيك أن سبب إصراري على متابعة هذا الحوار هو عجزي عن اقتناء كتابه الجديد لوجودي بالديار الأمريكية لظرف مهني.
تحاملت على نفسي، وطلبت السماح من جهازي العصبي كي يتحمل الجريمة التي سأقترفها في حق نفسي بالجلوس لدقائق منصتا ومشاهدا للمنشط مومو صوتا وصورة.
لقد بدأ البرنامج، وكدت من فرط التفاهة في التقديم أن أقوم من مكاني، لكن من حسن الصدف أن اتصالك أعادني، حيث استوقفتني الدهشة التي ارتسمت على وجه وديع على الأثير مباشرة… وآه.. صدقيني ولن أخفيك أني صفقت بحرارة لخطوتك هاته والتي تنم بحق عن روح التواضع والتشجيع التي لا تبخلين بها على من يستحقها، استرسلت في شهادتك وانبهارك بالتكوين الأكاديمي والتعليمي لوديع.، ولعل هذه الشهادة ستبقى وساما على صدره يتباهى به على من معه ومن سيأتي بعده. نعم، أنا مبهور بتواضعك، تواضع المرأة الحديدية التي بتلقائيتها كذبت كل العناوين التي ظل الكثيرون يرفعونها عنك، وبخفة دمك أكدت أن قسوة سميرة سيطايل مجرد إشاعة من كثرة تكرارها تحولت إلى حقيقة. لكن ما أحزنني هو هذا المسمى مومو.
هل لأني لا أحبه كما تحبينه أم لأنه فعلا كان وقحا.
ففي الوقت الذي كان فيه وديع دادة بكل السنين التي جمعتكما، وبكل الشهادة المهيبة في حقه، ظل يناديك طيلة الاتصال "مدام سيطايل"، وحده مومو النزق كان يقفز من مكانه ودون أي تقدير واحترام لشخصك يناديك "سميرة". "سميرة" هكذا بدون… أي دون ألقاب… ووديع دادة لم يتجرأ حتى على مخاطبتك بصيغة الفرد دليلا على أخلاق و تربية كل واحد منهما.
وهكذا تداخل طيلة الاتصال إعجابي بك وبوديع مع اشمئزازي من مومو حتى كانت الصعقة. صعقت بطلب مومو بتقديم نشرة الاخبار، هنا يا سيدتي أوقفت مشاهدة الحوار وأعدت الاستماع إلى المقطع لتتأكد أذناي مما سمعت. نعم مومو يخبرك على المباشر بأن حلمه كان هو تقديم نشرة الأخبار. حتى أن وديع دادة اعتبر الأمر هزلا، فقال له: "أجي نتبادلو، أنا نقدم البرنامج وانت سير قدم الخبار". ولكن أخذت الأمر بجدية، نعم استقبلت بحفاوة طلب مومو الذي أهان قناتكم، و فضح فبركة الكاميرا الخفية في برنامجه الفاشل خلال شهر رمضان المنصرم على قناة ميدي1، مومو الذي جلب الغرامات والإنذارات لإذاعة هيت راديو مقدم لنشرة الأخبار. كيف؟
ألم تنبهري بالتكوين الأكاديمي لوديع دادة، وهو ما جعلك تقبلين طلبه بإجراء فترة تدريبية بالقناة لأنك لا تؤمنين بالوساطة ولا بالتدخلات وإنما تؤمنين بالكفاءة؟ فهل لديك يا سيدتي أية فكرة عن المستوى التعليمي لمومو، ولن أقول الأكاديمي؟ هل مومو يتوفر على كاريزما منشط إذاعي فبالأحرى صحفي يقدم الأخبار؟
فعلا حز في نفسي أن تقدمي وعدك لمومو وتخبريه بأنه ليس بحاجة لإجراء الكاستينغ، وكل ما هو مطلوب فقرة حصة وحصتين تدريبيتين، وهوووب مباشرة إلى غرفة الأخبار ليطل علينا سيادته، وينعم علينا بتقديم نشرة الأخبار… والمصيبة أنك صنفت مومو بخارج التصنيف لإجراء الكاستينغ، أو ليس هذا إجحافا في حق المئات من الشباب ذوي التكوين العالي والأكاديمي الذين يطرقون أبواب قناتكم ليل نهار أملا في تحقيق حلمهم والذين تعبوا وكدوا من اجله لتبقى أحلامهم محبوسة في رفوف المكاتب؟
أو لم تفتح القناة أبواب المغادرة الطوعية ومازالت، وأقفلت باب التعيين والتوظيف؟
أو ليس في القناة الثانية نفسها من يستحق تقديم نشرة الأخبار و ينتظر فقط الفرصة؟
شخصيا لا أتخيل مومو موفدا لقناتكم إلى واشنطن أو باريس أو مبنى الأمم المتحدة؟
شخصيا لا أتخيل مومو يحاور رئيس دولة، أو سفيرا أو حتى أصغر وزير في الحكومة المقبلة؟
هل في علمك يا سيدتي فضيحته باحتقاره لأحد ضيوفه على إثرها تدخلت الهاكا؟
مومو ليس في حاجة للتمرين ليصبح منشطا فهو في حاجة إلى إعادة التأهيل و التربية أولا ليصبح إنسانا سويا قبل أي شيء.
سيدتي، صدقيني وإني لا أجاملك، ويشهد الله أني لا أنافقك… لقد ظللت منذ سنوات وإلى الآن أكن لك الاحترام و التقدير. وازداد انبهاري بك وبشخصيتك المتواضعة المحبة المرحة التي كشفها تدخلك المباشر للحديث عن وديع دادا.
فباسم تلك المرأة الحديدية التي وقفت أمام الصعاب والمؤامرات التي كانت تحاك ضدها ولم تستسلم، وباسم سميرة سيطايل التي بفضلها استطعنا رؤية وجوه جديدة على المشهد السمعي البصري ذات كفاءة عالية أمثال وديع و أوزيك و غزلان الطيبي وآخرين، وباسم والدك الحاج محمد سيطايل الراقد في قبره مشمولا برحمة الله، أناشدك، أناشدك بالله، قولي إنك فقط كنت مازحة، أو إنه حين يأتي عليك ستخبرينه بأنه تافه جدا ولا يمكن أن يقدم نشرة أخبار…
ارجوك سيدتي، بلاش من مومو، بلاش