مباشرة بعد نشر رسالتي الى الإمام القزابري التي أنكرت فيها عليه هجومه على نساء غير متحجبات، ووصفهن تقريبا بالفاحشات، ورميهن تقريبا بالكفر… وقبل أن يتشارك الأصدقاء هذه الرسالة، انهالت علي الردود والتعاليق التي تحمل قسوة في الألفاظ، وخشونة في الكلام. البعض اتهمني بالكفر، والآخر وصفني بالديوث، والثالث نعتني بالقلم المسموم… لماذا كل هذه الاتهامات؟ فقط لأني تجرأت ـ على حد تعبيرهم ـ على إمامهم الأكبر مولانا القزابري.
ربما من حق أي كان ان يعبر عن وجهة نظره تجاه مقال او كلام لم يعجبه، وانا شخصيا احترم كل الآراء مهما خرجت في بعض الأحيان عن الاحترام، إلا أنني أتحدى كل هؤلاء المدافعين أن يكونوا قد قرأوا و لو سطرا واحدا من تدوينة إمامهم الأكبر، وحتى و إن فعلوا، مستحيل أن يستشعروا الخطر الموجود فيها… فكثير من مريدي رجال الدين كالقطيع صم عمي لا يبصرون.
أيها السادة المؤمنون المتقون المنافحون عن إمامهم متسلحين بأعنف العبارات وأقذع الشتائم، إن كانت تدوينته الفيسبوكية شرعية ومستحبة وواجبة دينيا، ألم تسالوا أنفسكم لماذا تبرأ منها وسجل شكاية ضد مجهول متهما إياه بقرصنة حسابه؟ أوليس إمامكم إمام الحق، وعالما لا يخشى لومة لائم في قول الحق؟
أرجو ان تستخدموا عقولكم قليلا، فمادام الإمام الأكبر قد تبرأ من هذه التدوينة، فلأنه يعلم جيدا خطورة ما نشر. وبما أنه نفى ما نسب إليه ـ رغم علمي اليقين بأنه هو من نشر وهو من حذف تدوينته ـ فلأنه متأكد من أنه زلّ زلة ما كان لمثله أن يقع فيها، وهذا يتطابق تماما مع ما كتبته إليه.
لقد قلتها سابقا، وأعيدها الآن: ليس من حق القزابري ـ بحكم موقعه ووظيفته ـ إبداء أي رأي شخصي ويخلطه بالدين. لأن مؤيديه و مريديه الذين يشهدون أن لا إله الله و أن محمدا رسول الله، لا تستقيم شهادتهم إلا بالشهادة بأن القزابري ولي الله.
و الان، أيها المؤيدون إليكم الحقيقة كرونولوجيا لعلكم تعتذرون وتسحبون اتهاماتكم العنيفة. 15 غشت2016 ـ نشر الإمام تدوينة فيسبوكية كان من المفترض أن تكون درسا ليوم الجمعة لطول محتواها، وفيها ما فيها من استعداء الناس على غير المحجبات.
16 غشت الساعة 11 ـ نشرت هسبريس مقالا تتحدث فيه عن التدوينة.
في نفس اليوم الساعة 20 مساء ـ نشرت هسبريس تصريحا مقتضبا للقزابري نفى فيه أن يكون توعد النساء بالنار، وأوضح بأنه نقل الوعيد عن الرسول (ص). حيث قال الموقع بالحرف نقلا عنه: “ليس هو المتوعد بالنار، وإنما نقل حديثا صحيحا للرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى”. و هنا لا يبقى أدنى مجال للشك بأن تصريحه هذا أثبت أنه هو صاحب التدوينة، وساكون أكثر جرأة لأقول إنها تدوينة وهابية بعيدا عن مذهبنا المالكي التسامح الذي يحميه أمير المؤمنين، وليس في هذه العبارة أي تملق للسدة العالية بالله، إلا إذا كنتم تعتبرون القزابري هو الأحق بالإمارة.
يوم 20 غشت ظهرا ـ كانت لا تزال التدوينة على حائطه، ومنها أنجزت مقالي إلى حدود الخطاب الملكي، حيث توقفت عن الكتابة إلى حين انتهائه. وفعلا مباشرة بعد نهاية الخطاب، وعند رجوعي إلى التدوينة أصبت بصعقة. لا أثر للتدوينة، حذفت بقدرة قادر.
ليخرج علينا بعدها فضيلة الإمام بتصريح مضحك، حيث قال أن صفحته قد تعرضت للقرصنة و أن لا علاقة له بذلك المنشور.
فهل هذا استغباء للمغاربة؟ كيف يعقل أن سماحته لم يكن على علم بقرصنة موقعه إلا مباشرة بعد خطاب الملك؟ فمنذ 15 غشت إلى حدود 20 غشت كانت هناك العديد من المنشورات، منها منشور بتاريخ 19 غشت فيه تمجيد و دعاء بطول العمر لصاحب الجلالة تحت عنوان تحت الظلال المجيدة… أم أن هذا المنشور أيضا مقرصن خطه مجهول، وعليه أن يعلن تبرأه منه؟
لماذا انتظر الإمام الأكبر حتى يوم 21 غشت ليصرح بأن لا علاقة له بالتدوينة الأولى، و لا بالرد الثاني؟ لماذا لم يعلن يوم 16 غشت براءته من هذه التدوينة؟ العديد من المواقع تطرقت إلى هذا الموضوع و لم نسمع له صوتا و لا احتجاجا، لماذا لم يتوجه إلى الجهات الأمنية حينها لتقديم الشكاية و انتظر ستة ايام كاملة؟
إنها أسئلة لا بد أن تجدوا لها جوابا غير الشتم والوعيد، فلو كان إمامكم على حق، فلماذا نفى هذا المنشور؟ و ان كان هو نفسه تبرأ منه، فعن أي حق تدافعون؟
أنتظر الجواب… وأتمناه أن يكون سمحا حسنا كريما اقتداء بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. “ولكم في رسول الله اسوة حسنة” صدق الله العظيم.