fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » منوعات » تبادل الهدايا بين الزوجين يجدد العلاقات العاطفية

تبادل الهدايا بين الزوجين يجدد العلاقات العاطفية

يعتبر تبادل الهدايا بين الزوج وزوجته من الطقوس التي ترتبط بالمودة والحب بينهما وتؤدي دورا عاطفيا وتثير المشاعر والأحاسيس، حيث تعبّر الهدية عن الحب وتؤجج المشاعر الرقيقة، ولكن في مواجهة الأزمات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية قد لا تصبح الهدية أي مكانة في حياة الزوجين، حيث يكتفي الزوج بوردة أو كلمات جميلة.

وفقا لأبحاث اجتماعية ونفسية حديثة، فإن تبادل الهدايا بين الزوج والزوجة يجدّد العلاقة العاطفية بينهما، كما أنه يقلل من أي سوء تفاهم قد يحدث بين الزوجة والزوجة، وفي نفس الوقت يعالج أي سوء تفاهم قد ينشأ بينهما، حيث يعتقد على نطاق واسع أن بوسع أي زوج أن ينهي الخلافات الزوجية مع زوجته بمجرد أن يُقدم لها هدية.
ويكون تأثير الهدية في وضع حد للخلافات الزوجية قويا كلما ارتفع سعرها، وهو الشائع في معظم البيئات المحلية في الوطن العربي، حيث تشترط الزوجات بأنفسهن الحصول على هدايا معينة كشرط للعودة إلى منزل الزوجية بعد أن تكون قد تركته على إثر مشاجرة.
وتعيش المرأة العربية هاجسا من وجود امرأة أخرى تنافسها على مشاعر زوجها، لذا تصاب بحالة من الوسواس إذا لاطفها زوجها أكثر من المعتاد، أو إذا قدم لها هدية، حيث تنظر إلى هذه الهدية كستار يُخفي وراءه فعلة شنيعة ارتكبها في حقها. لذا من الأفضل عدم تقديم أي هدايا من الأساس تجنبا لما قد لا تحمد عقباه.
وتقول ماجدة رضوان، الاستشارية النفسية وخبيرة العلاقات الزوجية في مصر، إنه ليس معنى أن يقدم الزوج هدية لزوجته دون مناسبة أنه يخونها، في إشارة إلى ضرورة افتراض حسن النية بين الزوجين، وأن تقابل الزوجة اللفتة الجميلة من زوجها بتقديم هدية لها بأن تشكره وتظهر له امتنانها بهذه الهدية حتى لو كانت بسيطة في قيمتها المالية.
ومن ناحيتها توضح زينب شاهين، أستاذة علم الاجتماع، قائلة “إذا تحدثنا عن فكرة سوء النية التي ترتبط بالهدية في أذهان بعض النساء فيجب ألا نعتبر ذلك قاعدة وإلا أسأنا إلى مفهوم الهدية الزوجية بالرغم من ضرورة وجودها، فالخيانة لا تحتاج هدية لإخفائها، والزوجة هي الوحيدة القادرة على معرفة الغرض من الهدية، فإذا كانت سلوكا معتادا من الزوج فتعتبر بذلك أمرا محبّبا لنفسها، وعليها أن تبذل ما في وسعها لدعمه والحفاظ على استمرارية علاقتهما؛ لكن إذا حدثت بشكل مفاجئ ومبالغ فيه فذلك يستلزم منها أن تبحث عن سببه دون أن تنقل مشاعر الشك المباشرة لزوجها، فربما يكون ذلك بداية لتجديد يريد إحداثه في حياته العائلية من خلال تقديم هدية”.

الهدية أيا كان نوعها وثمنها، تسعد الزوجة ربما أكثر من الزوج، وهي سعادة تأخذ منحى تصاعديا مع مرور سن الزواج، إذ تشعرها بدفء العلاقة الزوجية

وتضيف أنه بصفة عامة يجب أن تهتم الزوجة بتقديم هدايا لزوجها لأنها بذلك تلفت نظره لأهمية أن يتذكرها في المناسبات المختلفة ولو بالكلام، وأن تسعى إلى زيادة جسور الثقة والمحبة وألا تسمح للشكوك بأن تفسد حياتهما بسبب هدية، فالعلاقة الزوجية أكبر من ذلك ويجب على الطرفين أن يحافظا عليها من الشائعات أو التفسيرات التي يقدمها البعض وتكون سببا في تحطم كيان أسري مستقر.
ويرى مختصون في العلاقات الزوجية أن المجتمعات العربية لا تهتم بالأشياء التي تبدو صغيرة، لكنها كبيرة في معناها، كالهدايا التي يتبادلها الزوجان في المناسبات الخاصة بهما، كعيد الزواج الذي يعتبر من أهم المناسبات في تاريخ الحياة الزوجية.
ويعتبر البعض أن تدهور الوضع المادي للعديد من الأسر هو الذي يسهم في تغييب ثقافة التهادي عموما وتبادل الهدايا بين الأزواج خصوصا. كما أن نمط التربية الشرقية التي تعتبر مثل هذه الأمور من اختلاق المجتمعات الاستهلاكية البحتة أو المجتمعات الغربية التي لا يجوز تقليدها بأي حال من الأحوال.
ويرى الخبراء أن ثقافة التهادي مرتبطة في الأغلب بسيكولوجية الأزواج ومستواهم التعليمي والثقافي، فالأزواج غير المتعلمين لا تعني لهم الهدايا أو المناسبات الخاصة شيئا يستدعي التوقف عنده.
كما يرون أن هناك قناعة عند الكثير من الزوجات بأن الرجل الشرقي يفكر في هموم ومشكلات أكبر وأكثر جدية، فترى الواحدة منهن إذا تلقت هدية غير متوقعة في مناسبة ما تفرح وتسعد كثيرا بغض النظر عن قيمة الهدية.
ويقول المختصون إن الأزواج يتعاملون مع هذه الضغوط كشماعة يعلقون عليها لامبالاتهم وإهمالهم المتعمد، وذلك لكي لا يلومهم أحد، حيث يرى معظم الأزواج أن المسألة تنتهي بالنسبة إليهم بعد الزواج مباشرة وتذوى المشاعر المتأججة أيام الحب والخطبة وتتحول العلاقة الزوجية إلى روتين، وهذا يعود إلى القصور المتأصل في الثقافة العربية تجاه الجنس الآخر، الذي يجعل العلاقة تسير في اتجاه واحد يعتمد على تعايش بين طرفي العلاقة معا بعيدا عن الأخذ بعين الاعتبار المشاعر التي تحتاج إلى تنشيط من وقت إلى آخر.
وتسعد الهدية أيّا كان نوعها وثمنها، الزوجة ربما أكثر من الزوج، وهي سعادة تأخذ منحى تصاعديا مع مرور سن الزواج، إذ تشعرها بدفء العلاقة الزوجية واستقرارها، وتؤكد لها أن مكانتها في قلب زوجها لا تزال محفوظة، على الرغم من تقدم العمر، وانشغال الزوج بتدبير نفقات المعيشة، التي تزداد صعوبة وتعقيدا مع الوقت.
وقالت نادية التميمي، خبيرة علم النفس والعلاقات الزوجية، “أرجو عدم إلقاء اللائمة على الرجل فقط في هذا الجانب لكي لا نعزز أخطاءه، ونعفي الزوجة من المسؤولية تماما، فالمرأة مطالبة كالرجل، بأن تبادر بتقديم هدية إلى زوجها لكي يتم تبادل الحب بين الطرفين”.
وأضافت أن غياب عادة تبادل الهدايا بين الأزواج يرجع إلى الوضع الذي تعيشه المجتمعات العربية، المهمومة بقضاياه وإشكاليات مصيرية، والتي ينظر إليها على أنها أهم من تفاصيل حياتية صغيرة، مثل تبادل الهدايا وغيره، بل إن هذا الموضوع الشائك، بكل جوانبه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بات يشكل جزءا لصيقا بتفاصيل حياتنا المعيشية.
وأشارت التميمي إلى أن تبادل الهدايا يعتبر طقسا اقتصاديا يأتي نتيجة الترف والرفاهية، فالإنسان عندما يكون مترفا يبدأ بالتفكير في قضايا غير جوهرية مثل الاحتفاء بالمناسبات.

video youtube banner

 

شاهد أيضاً

images

تعزية ومواساة في ابن عم البرلماني مولاي المختار بنفايدة 

”أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” صدق الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.