أجواء رمضانية حزينة بمدينة الفقيه بن صالح بسبب قرار الحكومة المتمثل في الإغلاق ومنع التنقل الذي جعل الساكنة تغير من عاداتها وطقوسها في هذا الشهر الفضيل، بداية من الإفطار الجماعي، والتراويح التي تشكل أقوى اللحظات الروحانية التي ينتظرها المسلمون كل سنة، الخروج للمشي والتجوال عبر الأزقة والشوارع والمتاجر والمقاهي والحدائق العمومية المتنفس الوحيد للأسر رفقة أطفالها.
ومن خلال تجوالنا في المحلات والمتاجر والأسواق وإفادة بعض الباعة المتجولين تبين لنا أن هناك ركوض تجاري واضح ناتج عن ضعف القدرة الشرائية للمواطن وذلك راجع للبطالة ولتوالي الاغلاقات وانقطاع الدعم الحكومي للطبقة الهشة، رغم تداعيات كورونا إلا أن هناك إزدحام في كل مكان قبل الإفطار دون إتخاد أي تدابير إحترازية للوقاية من هذا الوباء (ازدحام أمام المخابز واكتضاض في الساحة الموجودة وسط المدينة والشوارع المجاورة لها لشراء بعض المواد الأساسية والخضر والفواكه والفطائر والمرطبات من الباعة المتجولين …الخ).
اما بعد الافطار فالأجواء كئيبة وكأننا نعيش حربا حقيقية مع المدمرة كورونا الكل يختبئ في المنازل اللهم بعض المقاهي التي تفتح لدقائق معدودة لخدمة زبنائها المتعودين على شرب القهوة في محاولة للتخفيف من خسائرهم الجسيمة، وقليل من الأطفال يلعبون في الأزقة إلى حين وصول ساعة الإغلاق.
وعند انطلاق صفارات الإغلاق من طرف السلطات المحلية لتطبيق القرار الحكومي تبعا لتوصيات اللجنة اللاعلمية واللاتقنية للحد من إنتشار وباء كورونا يختبئ المواطنون في المنازل للإحتماء من قذائف وصواريخ كورونا المذمرة لأن القصف لا يبدأ الا بعد الثامنة ليلا ثم تتوقف الحركة بشكل كامل وتبقى بعض عمليات الكر والفر بن السلطات وبعض الأطفال والشباب اليافعين الذين لا يمتثلون للحجر وقد تم تسجيل بعض المخالفات والقبض على بعض الأفراد.
يتساءل بعض المواطنون عن كيفية الحفاظ على الأمن الغذائي في غياب القدرة الشرائية؟؟ ويتساءل آخرون هل وباء كورونا أخطر من الجوع؟؟
هل التضحية بالبسطاء هو المخرج الوحيد من مأزق كورونا ؟؟، أين الديمقراطية وحقوق الأفراد وأين الشعارات الطنانة ( الفرد من أجل الكل والكل من أجل الفرد، و الدولة لا تتخلى عن مواطينيها أينما كانو ومهما كلف الثمن كما تفعل الدول التي تحترم المواطن وتضحي من اجله الى درجة الخوض في حرب في سبيل فرد واحد )
اما انا فأتساءل هل سيصمد المواطن المغربي البسيط (طالب معاشو )لفترة اطول أم سينهار وينفجر ؟!
بقلم : أحمد زعيم