fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » هل كل النساء الإماراتيات رخيصات ؟

هل كل النساء الإماراتيات رخيصات ؟

أشرف الجيلالي

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة موقعة تحت اسم راشد عبد العزيز – و العزة و الرشد بزاف عليه-  يكيل فيها السب والشتم لبنات بلدي، حيث وصفهن بالأرخص من تراب الأقدام، ثم قال: عرضن علي أنفسهن بهاتف غالاكسي اللي كان معي، ما كان هاتف غالي الثمن بس كن يبغينه حد التوسل!

أولا، أنا لا أعيب على هؤلاء الفتيات اللاوتي ظهرن في الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سلوكهن، فهن في الأخير ضحايا واقع مرير، وإن لم يكن عذرا لهن، ولا يمكن أن يكون مبررا. لكن بالمقابل، أبانت الصور عن مدى الكبت ومرض بعض ضيوف المغرب من أمثال هذا الذين تتبعوا بأعينهم كل فتاة كانت تمر بجانبهم بتحرش فاضح. وأنا هنا اطرح التساؤل: لماذا لم يحتج المراهق غير الراشد على هذا التصرف حين كان في المغرب يصول ويجول، مادام أنه كان محط مضايقات؟ لماذا لم يبلغ السلطات عن التحرش وانتظر حتى رجوعه إلى بلده لينشر تدوينته التي صورت الفتيات المغربيات جميعهن كفاجرات رخيصات؟

يا صاحب “غالاكسي رخيص الثمن”، النساء المغربيات لسن كلهن أولئك اللواتي وصفتهن بالرخيصات. وأخطاء بعضهن لا تعطيك الحق لتخطئ في حق الباقيات. أنت لا تعلم شيئا عن بنات بلدي، فدعني أضعك في الصورة…

المرأة المغربية هي ثريا الشاوي أول ربانة طيران عربية، قادت اول رحلة جوية و عمرها لا يتجاوز 17 سنة سنة 1953.

هي نوال المتوكل التي الآن تشغل منصب نائبة رئيس اللجنة الأولمبية.

هي مريم شديد أول امرأة عربية عالمة فضاء تغزو القطب المتجمد.

هي أسماء بوجيبار اول امرأة مغربية و عربية تنظم لوكالة ناسا.

هي الشابة سناء التي تستعد لإطلاق أول ماركة عالمية مسجلة باسمها لملابس الأطفال تحت اسم JEY.

هي ثريا السقاط و مليكة الفاسي و القائمة طويلة، هؤلاء بنات بلادي.

بضعة مغربيات ولو كن بالمئات لا يختزلن صورة المغربية بالمطلق. فلو كان هذا مقياس حكم لجنيت أيضا على المرأة الإماراتية والخليجية بشكل عام.  مثلا، إذا سمحت لك الظروف لزيارة لندن، أنصحك بالذهاب لمطعم ZooBar قبالة سينما Empire بعد محطة اوكسفورد وبالضبط بحي ليستر سكوير. وبما أنك يا راشد لست أشقرا، ولا طويل القامة، وبطنك عنوان جنسيتك… فاعلم يقينا إذا سمح لك بالدخول للمطعم بأن بنات بلدك لسن في هذا المطعم الليلة. و إذا اعتذروا لك بطريقة مؤدبة، ومنعوك من الدخول تحت عذر انه ليس هناك مكان شاغر، فاعلم علم اليقين بأن إماراتيات هن من حجزن الطابق الأرضي، واشترطن منع دخول كل شخص ذي ملامح عربية. كل هذا من اجل التمتع بالعضلات المفتولة للشباب الراقص أمامهن بملابسهم الداخلية فقط. نعم إماراتيات يأتين فقط من أجل اشباع رغباتهن، وهن من يدفعن المقابل، مثلكم تماما. هؤلاء الفتيات و لن أقول الرخيصات يقذفن الاف الجنيهات الاسترلينية مقابل رقصة خليعة تحرك لهن مشاعر ونزوات دفينة. فهل كل الإماراتيات حقيرات؟ هل هؤلاء هن الإماراتيات أم الإماراتيات هن نورة السويدي ورهف مبارك ومثيلاتهما؟

 وإذا تم منعك من دخول هذا المطعم و سافرت الى تركيا، اذهب الى اكسراي باسطنبول، وإذا أيضا تم منعك من ولوج أحد المطاعم، فاعلم أن ما حدث في لندن هو نفس الشيء الذي يحدث في ذلك الملهى… وبالتالي يحق لي أن أسالك: هل كل الإماراتيات حقيرات كهؤلاء، وكل الإماراتيين باردون ومحتقرون من نسائهم مثل رجال هؤلاء النساء؟

لكن، هل سمعت عن مغربية ذهبت إلى ملهى ليلي في أوروبا، واقتنصت شابا و أدت ثمنه نقدا من اجل امتاعها؟

هل سمعت عن مغربية اكترت طابقا أرضيا بأكمله، ومنعت دخول أي عربي حتى لا يفتضح أمرها؟

اتحداك… يا راشد. ودمتم يا بنات بلدي تاجا فوق الرؤوس!

                 [email protected]

 Facebook: Achraf ben jilali

3910168160

video-youtube-banner

شاهد أيضاً

230716041504

البرلماني العياشي الفرفار: طفولتي كنت اسرح خمس بقرات وعجل صغير

حكاياتنا بالعالم القروي حكايات غير ملونة، لكنها حكايات صادقة وحقيقية وهنا تكمن قيمتها. العالم القروي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.