fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » “نحن من نصنع الصنم ونعبده”

“نحن من نصنع الصنم ونعبده”

أشرف الجيلالي

كم كان مثيرا للسخرية ذلك المشهد الذي بثته القنوات الفرنسية خلال زيارة رئيس الحكومة الفرنسية للجزائر واستقباله من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.  جل هذه القنوات لم تتحدث عن نتائج الزيارة بكثرة ما تحدثت عن الوضع الصحي للرئيس الجزائري.

رئيس مقعد لا يستطيع التحدث وعاجز عن أن  يبدي حتى ابتسامة مجاملة لضيف فرنسا الكبير كما وصفته الصحافة الجزائرية. وأظن أن من رتب هذا اللقاء بين الطرفين الفرنسي والجزائري  كان ينوي إيصال رسالة إلى فرنسا و إلى العالم تقول أن الحاكم الفعلي بالجزائر هو المحيط بالرئيس وليس من هم في ضيافته.

فلا  يعقل أن يكون عبد العزيز بوتفليقة على دراية بما يدور حوله، او هو الذي ينظم برنامج لقاءاته وأجنداته اليومية.

وأنا أرى ذلك المشهد المثير للشفقة تذكرت احد الجزائريين الذين التقيت بهم خلال  زيارتي لهذا البلد سنة 2007 التي تزامنت مع وجود الرئيس الفرنسي ساعتها بالمغرب، بما صاحب ذلك من توقيع العديد من الاتفاقيات، منها اتفاقية التي جي في.  كان صديقي الجزائري من خلال ملامحه متأسفا ليس حسدا على بلادي ولكن لسوء حال أوضاع بلاده  حيث تبادلنا أطراف الحديث عن المغرب وانجازاته ثم بدا مضيفي في التحدث عن الجزائر وعن الغبن الذي يحس به من جراء إغلاق الحدود و أيضا عبر عن تذمره من قرار الرئيس الممجد بتدشين ثالث اكبر مسجد في العالم و الأكبر في إفريقيا تحت إشراف شركة صينية التي وقعت العقد بميزانية مليار و 360 مليون دولار أميركي لينافس مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء في الوقت الذي كان من الأجدر أن تصرف هذه الميزانية على الشعب.

فبمقارنة بسيطة، نجد أن مسجد الحسن الثاني ثم بناؤه عن طريق اكتتاب ساهم فيه كل الشعب المغربي.. كل على قدر استطاعته، أما ميزانية المسجد فهي من صناديق الدولة والتي هي بالأساس موجهة لصالح الشعب، لكن هنا في الجزائر لا زالوا يستحمرون الشعب يبيعون الأوهام لقد تركوا الشعب يصدق انه بإمكان الجزائر تنظيم بطولتين لكأس العالم  في كرة القدم و ليس بطولة واحدة. وختم كلامه قائلا: نحن من تصدق علينا مقولة ” نحن من يصنع الصنم ثم نعبده.

بمجرد رؤيتي صورة عبد العزيز بوتفليقة تذكرت صديقي وقلت في قرارات نفسي صدقت يا سي الطاهر. فالرئيس الجزائري لما أعلن رسميا ترشحه لولاية رابعة كان يعلم جيدا انه لا يستطيع التحرك ولن يستطيع أن يقوم بحملة انتخابية في أنحاء البلاد  ومن أعلن عن ترشحه وقام  بحملته الانتخابية هو الوزير الأول عبد المالك سلال و عندما أعلنت النتائج بفوز الرئيس بوتفليقة لم يخرج إلى الشعب ليشكره على دعمه و إلقاء خطاب النصر كما تفرض الأعراف في جميع الدول الديمقراطية و غير الديمقراطية

الحقيقة المرة التي يعرفها الشعب الجزائري أن رئيسهم المقعد أصبح فقط كومبارس في فيلم سينمائي  ممل لا ينطق ولا كلمة و انه أصبح محجورا عليه لا يتحرك إلا بموافقة المحيطين به الذين يصدرون القرارات بالوكالة باسم رئيسهم وهذا ما حصل فعلا  بمجرد أن تبثوا أركان حكمهم حتى بدؤوا في إقالة لكبار رجالات الدولة الموالين لبوتفليقة والمضحك المبكي أنهم يصدرون بيانا تحت رسميا : أصدر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرسوما يقضي ….

من يحكم الجزائر الآن صوريا  شخص لا يعلم ما يصرح به كل ما يتقنه هو  التلويح بيديه في محاولة لإيهام الشعب الجزائري انه الرئيس أو هكذا أوهموه وهنا يطرح السؤال لم كل هذا الاعتداء النفسي على الرئيس أما كان من الأجدر أن يتركوه يرتاح ليقضي آخر أيامه  و يوفرون له من يعتني به

لقد أراد الحاكمون الفعليون للجزائر كتم كل الأفواه الحرة و تطبيق مبدأ الرضوخ للأمر الواقع  لقد أذلوا الشعب الجزائري و نهبوا ثرواته ويلصقون جرائمهم على من هو في الواجهة الذي لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه

الشعب الجزائري من حقه أن يعيش في بلده معززا مكرما ينعم بخيرات بلده وان يتلقى أبناؤه أحسن تعليم و أحسن علاج و لكن مقولة صديقي ما تزال على مسامعي “نحن من نصنع الصنم ونعبده”.

video-youtube-banner

     

شاهد أيضاً

SAVE 20231115 095147

الجامعة العربية تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

عبد الإله شفيشو / فاس (أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.