رغم عناء التنقل من مستشفى بني ملال صوب مستعجلات مستشفى بن رشد بالدارالبيضاء، فإن الأم فاطمة أصيبت بصدمة قاتلة حين أخبرها الطبيب بقسم المستعجلات وهو يفحص ابنها المصاب بحالة غيبوبة، بأن تحمله للخارج لتلقي العلاج نظرا لأن جهاز فحص الأوعية الدقيقة بالرأس غير متوفر بمستعجلات بن رشد.
الأرملة فاطمة والأم لثلاث بنات جاءت بابنها من أزيلال الى بني ملال ثم إلى الدارالبيضاء، بمشقة الأنفس وجد متعبة، فضيق ذات اليد وانعدام أجهزة الفحص والعلاج الضرورية، دفعها لأن تقدم لسيارة الإسعاف كل ما تملك من دراهم معدودة بغية إنقاذ ابنها من موت محقق، لكن الصدمة كانت قوية ومزلزلة حين اصطدمت بهذا الركام من البشر الذي يتوافد على مستعجلات ابن رشد بالدارالبيضاء والتي لم تعد طاقتها الاستيعابية قادرة على مواكبة هذا العدد الكبير من المعطوبين المتوافدين عليها، لكن الطامة الكبرى حدثت حين وجدت الأم فاطمة أن بطاقة الرميد ماهي إلا ضحك على ذقون الفقراء، حيث أخبرها الطبيب المعالج بضرورة حمل ابنها للخارج لإجراء فحوصات إشعاعية على مستوى الرأس بثمن أفزعها،حيث يناهز 4000 درهم.
الأم فاطمة، أصيبت بالصدمة، حيث جلست بالقرب من ابنها الذي يوجد في حالة غيبوبة داخل مستعجلات بن رشد وهي غارقة في دوامة من التفكير حول ما عسى أن تفعله لابنها الذي تهدده الموت من جهة بسبب التأخر في إدخاله قسم الإنعاش ومن جهة أخرى متطلبات العلاج التي كانت تعتقد أنها متوفرة مع ما يعرف ببطاقة "الرميد"