fbpx
أخبار عاجلة
الرئيسية » آراء » الرجاء والأهلي العزة للمظلومين في بلادهم

الرجاء والأهلي العزة للمظلومين في بلادهم

9999999

كنت أستعد لكتابة مقال يخلد للإنجاز العظيم الذي ينضاف إلى إنجازات الرجاء العالمي والتي جعلته في ظرف سنوات قليلة زعيم الأندية المغربية بالقارة السمراء. ما سيسجله التاريخ هو أن هذا الإنجاز القاري تزامن مع شهرة أغنية "فبلادي ظلموني" التي انتشرت في البلاد العربية وفي شوارع العالم، وكأنه انتصار للمظلومين. ولكل جماهير الكرة التي ظلموها في بلدانها. وهذا ما جعل جماهير الأهلي المصري تصطف إلى جانب الجماهير الرجاوية، وتساندها طيلة مشوارها الإفريقي، وتفرح لفوزها باللقب كما لو كان الأهلي هو الفائز.

جماهير نادي القرن نادي الاهلي المصري تشبه جماهير العالمي في عقيدتها. فولاؤها فقط لشعار الفريق الذي هو فوق الجميع. أي أن ولاءها للشعب. فالأهلي كالرجاء ليست مجرد نادي لكرة القدم، وإنما تنظيم شعبي تنصهر فيه كل أطياف الشعب؛ الأغنياء والفقراء، المتعلمون والأميون، الطلبة والموظفون، العمال والفلاحون والعاطلون، النساء والرجال، الطيبون والأشرار… الجميع الجميع بدون استثناء.

فالتراس الأهلي و منذ تأسيسه سنة 2007 وهو يتعرض للظلم وللتشويه من طرف الاعلام المصري، خاصة مع مجيء ثورة يناير، التي تصدر فيها الأهلاويون غير المسيسين مسيرات الشباب المطالبة بالكرامة و العدالة و الحرية الاجتماعية. كانوا يوصفون في كل مكان بالفوضويين، بالمغيبين، وبالمتنطعين… فقط لأنه ضموا صوتهم إلى صوت الشعب، واستثمروا قدرتهم على الحشد والتنظيم في استمرار شعلة الثورة حتى رحيل مبارك.

 وجاء المشير ليسطّر عهده أكبر مجزرة في التاريخ ترتكب حق جمهور كروي، والكارثة أن الضحية هو جمهور معروف عالميا، فتناقل العالم مشاهد مجزرة بورسعيد، وتابعها بقلق، قبل أن تطوى دون أن يحاكم المجرمون، ومازالت دماء شهداء الأهلي إلى الآن على الرقاب معلقة. 

لقد دفن الأهالي ابناءهم ولكن الفاعلين الرئيسيين لم ينالوا العقاب. لم تكن تلك المجزرة إلا رسالة مشفرة  تقول باختصار: القتل من أمامكم، والسجن من ورائكم. حتى أنه في الذكرى السنوية للمجزرة استبقت قوات الأمن  الحدث، وقامت باعتقال عدد من قيادات مجموعة ألتراس أهلاوي لمنعهم من إحياء ذكرى شهداء النادي الذين سقطوا في أحداث بورسعيد منعا للتجمهر.

هذه العلاقة المتوترة بين إلتراس الاهلي و الداخلية المصرية أخذت أبعادا تفوق التصور رغم ان اتحاد الكرة المصري أصدر قرارا بمنع دخول الجماهير للملاعب إلا أنه سمح لباقي الفرق بذلك و استثنى جماهير نادي القرن. 

طبعا، أصدقائي المصريون يعرفون هذا، لكني أذكّر بعض أصدقائي لماذا أساند دائما الاهلي المصري، فأنا  أتضامن مع قضية جماهير الفريق أكثر من الفريق. لأنهم مثل الرجاويين مظلومون في بلادهم.

 تمر الايام و السنون، وتصاب جماهير الاهلي بورم أصاب النادي اسمه تركي ال الشيخ. هذا المرتزق استباح كل شيء معتقدا أنه بملايين الدولارات سيخضع الجميع لإرادته. وأصبحنا مثلا نرى شوبير لا يسبح إلا بحمده و المخبر أحمد موسى يهلل ليل نهار باسمه. وكبار المسؤولين في النادي والدولة لا يردون له طلبا، ولا يمنعون عنه رغبة. وبعد أن اطمأن إلى أن الاجواء لصالحه، خرجت مرة أخرى جماهير الأهلي تقول: لا وترسل للسعودية رسالة  قوية: "لمي شوالك". تبعه الشعار الصدمة: طال عمره طال عمره، تركي الشيخ (طيط) أمه. حيث خرج شيوخ السعودية يحتجون على هذه الشعارات، و تناسوا الاحتحاج على اعتقال الدعاة وقتل الناشطين. و مرة أخرى يحرض الإعلام المصري، والمسؤولون الفاسدون مثل مرتضى منصور  يهاجمون جماهير الكرامة و يسبونها من أجل شوال الرز. لقد صدحت حناجر جماهير الأهلي ضد المسمى تركي ال الشيخ، فلم يتردد قصر عمره في الانسحاب من المشهد الكروي المصري، ومن الاستثمار الرياضي بعدما تلقى رسالة قوية من التراس الاهلي مفادها "خلي دولاراتك تنفعك فالاهلي فوق الجميع". وهو الذي كاد أن يمرّغ بفلوسه كرامة المصريين في الأرض.

إنه درس الكرامة في مصر، لقنه الأهلاويون إلى من يريدون أن يتحكموا في إرادة المصريين، فقالوا لهم بصوت عال: تستطيعون بدولاراتكم أن تشتروا من المسؤولين أي شيء أي شيء، لكن من المستحيل أن تشتروا صمت المصريين عن الذل. تستطيعون أن تأخذوا منا حريتنا باعتقالنا في السجون، أو حتى حياتنا بقتلنا المتعمد أو بالخطأ… لكنكم أبدا لن تستطيعوا أن تمسوا شعرة من كرامتنا، من كرامة الأهلي وجماهيره، أي من كبرياء الشعب المصري.

حفظ الله الرجاء والأهلي وشعبيها. حفظ الله كل المظلومين في بلادهم. و سيظل الاهلي و جماهيره فوق الجميع

Facebook : Achraf Ben Jilali

Email.       : [email protected]

video youtube banner

شاهد أيضاً

SAVE 20231115 095147

الجامعة العربية تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

عبد الإله شفيشو / فاس (أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.