ظاهرة غريبة استفحلت وانتشرت وسط الشباب المغربي عامة إنها – وكما يسمونها – (الكالة) والمؤسف جدا هو ان ثلة من التلاميذ يضعونها تحت لسانهم أثناء الحصص الدراسية داخل مؤسساتهم دون ان يعرفوا ان هذه الآفة تتسبب في مرض خطير لا علاج له أول ما يصيب هو اللسان….
لم يعد تعاطي المخدرات يقض مضجع الآباء وأولياء الأمور فقط وإنما صارت المعضلة مضاعفة، جراء زحف ظاهرة «الكالة» إلى المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، أمام المؤسسات التعليمية يجتمع بعض التلاميذ ليبدأ الجميع بلف مسحوق (النفحة) داخل قطعة صغيرة من ورق «الكلينكس» أو «النبرو» ووضعها في الفم تحت اللسان أو تحت الشفة العلوية ويحتفظ بها لتختلط باللعاب فتكون مادة يمتصها الجسم تؤدي إلى نوع من اللذة والنشوة، الباقي الناتج عنه (تفال) بعد مدة ينتهي مفعوله ويتم التخلص منه فيرميه المتعاطي، وتعتبر فئة التلاميذ الفئة الأكثر إدمانا على (النفحة) ، وتعد مراحيض المؤسسات التعليمية من بين أحد أهم مراكز تجمع المدمنين وهناك من يستنشقها حتى داخل الفصل الدراسي ومنهم من يصنع منها «الكالة» ليضعها في فمه، إلا أن الغريب في الأمر هو تعاطي بعض التلميذات لهذه الآفة، وما دعاني لكتابة هذا التحقيق هو ما رأيته بأم عيني أمام إحدى المدارس بمدينة الجديدة، وكانت قد أخبرتني إحدى السيدات عن تعاطي ابنها التلميذ البالغ من العمر الثالث عشرة عاما «الكالة» وتذمرها من رفقاء السوء ومن تقاعس المسؤولين الأمنيين والتربويين من حولها، ولا أخفيكم أنني لم أكن اعلم عنها شيئا كما لم أكن اعلم في النفحة غير استنشاقها وان من يتعاطاها يدمن عليها، وعندما بحثت عنها صدمت بما فيها من مخاطر والمؤسف أن عناصر تكوين «الكالة» تتضارب فيها الأقوال فهناك من يقول بأنها مسحوق النفحة المكون من عشبة «الطابا» وبعض الآخر يقول أنها من مستخلصات القنب الهندي «الكيف».